“الجزيئات والأمراض العقلية” هو كتاب مهم جدا يندرج تحت سلسلة “Scientific American Library”، وقد كُتب بواسطة صموئيل بارونديس. يقدم الكتاب نظرة شاملة وموثقة حول العلاقة بين الجزيئات والأمراض العقلية، وهو موضوع ذو أهمية بالغة في مجال الطب النفسي والعلوم الحيوية.
يستعرض الكتاب الأعراض المعوقة المتعددة التي يواجهها ملايين المصابين بالأمراض العقلية، مثل الخوف المفرط، والاكتئاب، وعدم القدرة على التمييز بين الواقع والتخيلات. ويركز على كيفية تغير وجهة نظر الطب النفسي عبر التاريخ، حيث كانت نظرية فرويد الشابة ومن معه من الطب النفسيين في نهاية القرن التاسع عشر تركز على الأصول البيولوجية لهذه الاضطرابات.
ومع تقدم البحوث الجزيئية والوراثية والخلوية، بدأ النهج البيولوجي في الطب النفسي يحقق تقدما هائلا. يوضح الكتاب كيف تم تطوير أدوات جديدة لتحديد الأسباب الوراثية لمختلف الاضطرابات النفسية، وكيف يمكن الآن رصد تأثير الأدوية على العمليات العقلية بشكل أكثر دقة. ونتيجة لذلك، فإننا على وشك تحقيق مستويات جديدة هامة من النجاح في تخفيف معاناة المصابين بالأمراض العقلية.
يقوم صموئيل بارونديس، الذي يعتبر واحداً من الباحثين البارزين في مجالات البيولوجيا والطب النفسي، بشرح المبادئ الأساسية لعلم الوراثة البشرية وعلم الأحياء الجزيئي وعلم الأعصاب وعلم الصيدلة النفسية التي تساعد العلماء والممارسين على فهم الجذور البيولوجية للأمراض العقلية. ويصف آخر التقدمات في الطب النفسي البيولوجي، بما في ذلك الأبحاث الدوائية الأحدث في علاجات اضطرابات المزاج الشديدة، ومستويات القلق المتطرف، وفصام الشخصية.
على الرغم من أن الأطباء النفسيين الموجهين نحو النهج البيولوجي يدركون أننا لسنا بعيدين كل البعد عن فهم كامل للاضطرابات العقلية الخطيرة، وأن العلاجات الدوائية المستخدمة حالياً ليست مثالية تماماً، إلا أن هناك الكثير من الأمل لضحايا هذه الاضطرابات الجسيمة وعائلاتهم.