“عداد الجثث: الفقر الأخلاقي … وكيفية الفوز في حرب أمريكا ضد الجريمة والمخدرات”
“عداد الجثث” هو كتاب يقدم تشخيصًا لطاعون الجريمة العنيفة في أمريكا. يعرف مؤلفوه – ويليام بينيت وجون ديلوليو وجون والترز – حجم الوباء ونطاقه ومداه. من خلال القصص والحكايات، يقدمون المأساويات البشرية الحقيقية وراء الأرقام. والأهم من ذلك، يصفون مصدر الجريمة العنيفة: الفقر الأخلاقي المدقع، الذي يعاني منه الأطفال الذين نشأوا بدون كبار محبين مؤهلين مسؤولين يعلمون الخير من الشر. على الرغم من أن العديد من التفسيرات الأخرى تم عرضها لمعدلات الجريمة العنيفة المروعة في أمريكا – من الأكاديميين والمختصين السريريين، ورجال الشرطة والعاملين الاجتماعيين، والسياسيين على اليمين واليسار – فإنها، في أحسن الأحوال، تعتبر بدائل للسبب الحقيقي. إنها ليست السجون (أو ندرتها)، أو الأسلحة (أو زيادتها)، أو عقوبة الإعدام، أو قاعدة الاستبعاد، أو حتى الفقر المادي. انظر إلى جذور شجرة ملتوية إلى الجريمة، يجادل المؤلفون، وستجد فقط الفقر الأخلاقي وطفيله: إدمان المخدرات. وهم يجادلون بقوة وتحليل دقيق. يهدم بينيت ودلوليو ووالترز أساطير مثل أن الفقر الاقتصادي يسبب الجريمة؛ وأن الولايات المتحدة تحبس عددًا مفرطًا من مواطنيها؛ وأن إدمان المخدرات جريمة لا ضحية لها … ولا يمكن القيام بأي شيء مفيد بشأنها على أي حال؛ وأن عقوبة الإعدام هي اليوم موقف رئيسي لصد الجريمة؛ وأن السجن لا يعمل. كل هذه الأساطير ليست مجرد خاطئة بل مخطئة بشكل مأساوي. يستند المؤلفون على مجموعة هائلة من البيانات الصلبة ويقدمون بعضًا من أكثر التحليلات الجادة التي تم إعطاؤها لنظام العدالة الجنائية في أمريكا – نظام مصمم لحماية أمريكا من الجريمة العنيفة، نظام فشل، على كل الأغراض العملية، حيث ترتكب ثلث الجرائم العنيفة من قبل شخص على إما إيقاف مؤقت أو إطلاق سراح قبل المحاكمة. “عداد الجثث” يقدم قراءة جديدة بشكل جذري للمشكلة، ويقترح سياسات جريئة ولكن ضرورية على كل مستوى من مستويات الحكومة، ويوثق للمدن التي تحقق تقدمًا ضد الجريمة العنيفة، ويناشد المواطنين المسؤولين من كل الاتجاهات السياسية للانضمام إلى القوات في معركة ضد الفقر الأخلاقي. إنه من المؤكد أن يكون واحدًا من أكثر الكتب قراءةً ومناقشةً وجدلًا خلال العام.
