في مجلة الجامعة الأسمرية – السنة الأولى – العدد الأول، التي ألَّفها مجموعةٌ من الكتَّاب المميزين، يُسلط الضوء على تحولات ملحوظة في الأخلاق والقيم في المجتمع الحديث. يُعبِّر الكتَّاب في صفحات هذا العدد عن قلقهم إزاء التغيرات التي طرأت على سلوكيات الفرد والمجتمع، وذلك نتيجة للتأثيرات السلبية للإعلام، والكتابة الصحفية، والبرامج التلفزيونية، التي أصبحت تروِّج لقيم مشوهة وتنمِّي الانحراف الأخلاقي.
يتبنى الكتَّاب وجهة نظر تُبرز أن هذا الانحراف لا يُعزى فقط إلى الأهواء الشخصية أو الأخطاء الفردية، بل ينبع من نقص في القيم والأخلاق. يُؤكدون على أن الدعاية المغرضة، التي استفادت من التقنيات الحديثة، قد وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق في حملتها ضد الإسلام والمسلمين.
يتحدث الكتَّاب عن أهمية الإسلام كدين ينير العقول بالحجج العقلانية ويهذب النفوس بالحكمة. يُبرزون أن المجتمع يحتاج إلى شباب يتسم بالعقيدة الصحيحة، حيث يُعَدُّ الإسلام سلاحًا فعَّالًا لتنمية الفرد والمجتمع. يعتبرون أن الغيرة على الدين والوطن والأمة هي هدف رئيسي، حيث يستند الدين إلى قيم تفجر الطاقات الكامنة في النفوس وتبني الإخلاص الذي يتجاوز المنافع الشخصية.
تُشير الصفحات إلى أهمية إنشاء الجامعة الأسمرية والمنارات الشرعية، حيث تُكرِّس لتعليم علوم الدين وترسخها في المكانة العليا. يُعَدُّ هذا العمل مساهمةً قيِّمةً في بناء مجتمع يقوم على الأخلاق الصحيحة والفهم السليم للدين، وينهض بجيل يسعى للمعرفة والرقي إلى المعالي.