“الثورة الداخلية” لروبرت ثورمان تُعتبر محطة بارزة في ميدان الأدب الروحي، إذ يستحضر الكاتب تجربته الفريدة كأول راهب بوذي أمريكي وشريكًا في تأسيس “تيبت هاوس نيويورك”. يتناول ثورمان، الذي وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه “البوذي رقم واحد في أمريكا”، في هذا الكتاب جوانب عديدة للبوذية، مقدمًا للقارئ فهمًا شاملاً وتجربة غنية في هذا المجال الفلسفي العميق.
تأتي هذه السيرة الروحية والمعالجة الفلسفية والتاريخ الديني في سياق ممتد يمتد لثلاثين وخمس سنوات من الصداقة مع الدالاي لاما، مما يمنح الكتاب طابعًا فريدًا وعمقًا لا يمكن إنكاره. يقدم ثورمان الكتاب بأسلوب ملهم وبمستوى عالٍ من البحث العلمي، مما جعله لا يُعتبر مجرد مقدمة عادية للبوذية بل دليلاً عمليًا وموجهًا للحياة اليومية.
يتسم “الثورة الداخلية” بالتنوع، فهو ليس فقط منصة تعليمية تقدم نظرة عامة على إحدى أعظم التقاليد الروحية في العالم، ولكنه أيضًا استعراض شامل لتطور حضارتنا وكيف يمكننا تغييرها نحو الأفضل. يُصف الكتاب بأنه “جزء من سيرة ذاتية روحية، وجزء مناقشة فلسفية، وجزء من تاريخ ديني”، وهو إعلان متحمس لإمكانيات تجديد العالم.
يُعتبر الكتاب الأكثر مبيعًا على الصعيدين الوطني والعملي، حيث يقوم بتزويد القارئ بأسس عميقة لفهم البوذية وتطبيق حكمتها في حياته اليومية. تقوم النقدية بتسليط الضوء على جوانب متعددة، مثل تأملات الكاتب في التجربة الروحية والمقارنة بين الفلسفات، مما يضفي تعقيدًا وعمقًا إلى هذا العمل المميز.
صدر الكتاب عن “ريفرهيد بوكس” في مارس 1999، ومنذ ذلك الحين أصبح مرجعًا مهمًا لفهم البوذية وتأملاتها، ولهذا يظل “الثورة الداخلية” قراءة مهمة لكل من يسعى إلى توسيع فهمه للعالم الروحي وتحسين حياته.