الفرق بين التوفل والآيلتس: دليل شامل
تعتبر اختبارات اللغة الإنجليزية مثل التوفل (TOEFL) والآيلتس (IELTS) من بين أكثر الاختبارات المعترف بها عالمياً لتقييم مستوى الكفاءة في اللغة الإنجليزية. يواجه العديد من الأشخاص الذين يسعون لدراسة أو العمل في دول ناطقة بالإنجليزية أو في بيئات متعددة اللغات السؤال الشائع: أي من هذين الاختبارين هو الأنسب لهم؟ على الرغم من أن كلاً من التوفل والآيلتس يشتركان في الهدف الأساسي المتمثل في قياس مستوى الكفاءة في اللغة الإنجليزية، إلا أن هناك العديد من الاختلافات التي يجب على المتقدمين معرفتها لكي يتمكنوا من اتخاذ القرار الصحيح.
أولاً: نظرة عامة على اختبار التوفل (TOEFL)
التوفل هو اختبار أكاديمي معترف به دولياً ويهدف إلى قياس القدرة على استخدام اللغة الإنجليزية في بيئة أكاديمية. تم تطوير التوفل بواسطة “المجلس الثقافي البريطاني” و”الجامعة الأمريكية في بيروت” تحت إشراف “هيئة اختبار اللغة الإنجليزية”. ويعتمد التوفل بشكل رئيسي على مقياس الإنترنت لاختبار اللغة (iBT)، حيث يتم تقييم المهارات الأربع: الاستماع، القراءة، الكتابة، والمحادثة.
يتم إجراء اختبار التوفل عبر الإنترنت في مراكز اختبار معتمدة حول العالم، ويعكس مدى قدرة المتقدم على فهم واستخدام اللغة الإنجليزية في سياقات أكاديمية ومتعلقة بالدراسة الجامعية. يتراوح نطاق الدرجات في اختبار التوفل من 0 إلى 120 درجة، حيث يتم توزيع الدرجات عبر المهارات الأربع.
ثانياً: نظرة عامة على اختبار الآيلتس (IELTS)
الآيلتس هو اختبار دولي معترف به بشكل واسع أيضاً من قبل المؤسسات الأكاديمية والحكومات في العديد من الدول الناطقة بالإنجليزية. يتمثل الهدف الأساسي لاختبار الآيلتس في قياس المهارات اللغوية للأفراد في سياقات أكاديمية ومهنية. يتوفر الآيلتس بنوعين: الأكاديمي والعام. النوع الأكاديمي موجه للطلاب الذين يرغبون في التقديم للدراسة في جامعات معترف بها، في حين أن النوع العام موجه لأولئك الذين يهدفون إلى الهجرة أو العمل في دول ناطقة بالإنجليزية.
الآيلتس يقيم المهارات الأربع أيضًا: الاستماع، القراءة، الكتابة، والمحادثة. يتم منح الدرجات على مقياس من 0 إلى 9، حيث يتم حساب الدرجة النهائية بناءً على المعدل المتوسط للدرجات في المهارات الأربع.
ثالثاً: مقارنة بين التوفل والآيلتس في المعايير الأساسية
1. نوع الاختبار
الاختلاف الأبرز بين التوفل والآيلتس هو شكل الاختبار وطريقة التقديم. اختبار التوفل يتم عبر الإنترنت (iBT) في مراكز اختبار معتمدة، مما يعني أن جميع الأقسام بما في ذلك الكتابة والمحادثة تتم باستخدام جهاز الكمبيوتر. في المقابل، اختبار الآيلتس يجمع بين الاختبار الورقي والإلكتروني، حيث يتم تقديم جزء الاستماع والقراءة والكتابة بشكل تقليدي على الورق، بينما يتم إجراء اختبار المحادثة وجهاً لوجه مع ممتحن شخصي.
2. الهيكل والمدة الزمنية
اختبار التوفل يستغرق حوالي 3 ساعات و30 دقيقة لإكماله. يبدأ عادة بالاختبار الكتابي يليه اختبار الاستماع، ثم الاختبار الشفوي في نهاية الاختبار. أما الآيلتس، فيستغرق حوالي 2 ساعة و45 دقيقة، ويختلف عن التوفل في ترتيب أجزاء الاختبار، حيث يتم أداء اختبار المحادثة في وقت مستقل عن باقي الأجزاء.
3. الدرجات ونظام التقييم
تتراوح درجات التوفل من 0 إلى 120 درجة، مع توزيع النقاط على المهارات الأربع. بينما تتراوح درجات الآيلتس من 0 إلى 9، حيث تُعطى درجة لكل مهارة بشكل منفصل ثم يتم حساب المعدل العام. يعتبر التوفل أكثر مرونة في حساب الدرجات، حيث يمكن أن تكون الدرجة الإجمالية أكثر وضوحًا وتفصيلًا من الآيلتس.
4. الاستماع والمحادثة
من أهم الاختلافات بين التوفل والآيلتس هو اختبار المحادثة. في اختبار التوفل، يتم تقييم المحادثة باستخدام الكمبيوتر، حيث يجيب المتقدم على أسئلة موجهة بواسطة جهاز الكمبيوتر نفسه. بينما في الآيلتس، يتم التفاعل مع ممتحن بشري في قسم المحادثة، مما يجعل التفاعل أكثر واقعية ويقلل من التوتر الذي قد يشعر به المتقدمون في بيئة غير شخصية.
أما بالنسبة لاختبار الاستماع، فهناك اختلافات طفيفة بين الاختبارين. في اختبار التوفل، يتم تشغيل التسجيلات في شكل محاضرات وأحاديث أكاديمية. بينما في الآيلتس، يركز قسم الاستماع على المحادثات اليومية التي قد يواجهها الشخص في حياته العملية أو الأكاديمية.
5. القراء والكتابة
على الرغم من أن قسم القراءة في التوفل يتكون من ثلاثة إلى أربعة نصوص أكاديمية، إلا أن الآيلتس يتضمن نصوصًا أكاديمية أيضًا، لكن يمكن أن تشمل أيضًا نصوصًا أقل رسمية من تلك التي يتضمنها التوفل. أما في قسم الكتابة، يقدم كلا الاختبارين مهام كتابة من نوعين، لكن طريقة التنفيذ قد تختلف بين اختبار وآخر. يتطلب التوفل من المتقدمين الكتابة باستخدام الكمبيوتر، بينما في الآيلتس، يتم الكتابة يدويًا.
رابعاً: متطلبات المعاهد والمنافع
1. الجامعات والمؤسسات المعترف بها
كلا من التوفل والآيلتس معترف به عالميًا من قبل العديد من الجامعات والمراكز التعليمية في جميع أنحاء العالم. إلا أن بعض الجامعات والمؤسسات قد تفضل أحدهما على الآخر. على سبيل المثال، قد تفضل الجامعات الأمريكية بشكل أكبر اختبار التوفل، بينما يفضل العديد من الجامعات البريطانية والجامعات الأسترالية الآيلتس.
2. الانتشار الجغرافي
الآيلتس يعتبر الاختبار الأكثر شيوعًا في المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وكندا، في حين أن التوفل يتمتع بشعبية أكبر في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان. إلا أن الاختبارين متاحان في معظم دول العالم.
خامساً: تكلفة الاختبارات
تتفاوت تكلفة اختبار التوفل والآيلتس من دولة إلى أخرى. في المتوسط، يتراوح سعر التوفل بين 180 و300 دولار أمريكي، في حين أن سعر اختبار الآيلتس يتراوح من 190 إلى 250 دولارًا أمريكيًا. على الرغم من أن الأسعار تختلف حسب موقع مركز الاختبار، إلا أن الفروق ليست كبيرة بين الاختبارين.
سادساً: الاعتراف العالمي
يتمتع كلا من اختبار التوفل والآيلتس باعتراف عالمي في معظم الجامعات والمنظمات الدولية. بغض النظر عن اختيارك، فإن كلا الاختبارين يعدان مؤشراً موثوقاً لمستوى كفاءتك في اللغة الإنجليزية، ويعتمد عليهما الكثير من المؤسسات الأكاديمية والحكومات.
سابعاً: أي اختبار هو الأفضل؟
الاختيار بين التوفل والآيلتس يعتمد بشكل كبير على عدة عوامل شخصية ومهنية. على سبيل المثال، إذا كنت تخطط للدراسة في الولايات المتحدة، فقد تجد أن التوفل هو الخيار الأفضل نظرًا لأن معظم الجامعات الأمريكية تفضل هذا الاختبار. من ناحية أخرى، إذا كنت تخطط للدراسة أو العمل في المملكة المتحدة أو أستراليا، فقد يكون الآيلتس هو الاختيار الأفضل.
أيًا كان الاختبار الذي تختاره، من المهم أن تكون مستعدًا بشكل جيد للاختبار من خلال الدراسة المكثفة والمراجعة المنتظمة للمحتوى. تتطلب كل من اختبارات التوفل والآيلتس التحضير الجيد والتركيز على المهارات الأربع في اللغة الإنجليزية.
خاتمة
يعتبر التوفل والآيلتس من الاختبارات المهمة التي يحتاجها الكثيرون في سعيهم لتحقيق أهدافهم الأكاديمية والمهنية. كل من الاختبارين يوفر وسيلة موثوقة لتقييم مستوى اللغة الإنجليزية، ومع ذلك، تختلف الفروق بينهما في الشكل، والهيكل، ونظام التقييم. فاختيار الاختبار الأنسب يعتمد على وجهتك الأكاديمية أو المهنية، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع أسلوب الاختبار المفضل لديك.
