“الرحلة معًا: مذكرات شقيق وشقيقة حول التوحد في العائلة” هو عنوان لكتاب ينقل تجربة فريدة من نوعها تروي حياة عائلة كاراسيك، التي تبدو في ظاهرها كأي عائلة أمريكية من الطبقة المتوسطة خلال فترة الستينيات. تتكون العائلة من الأم والأب وبنت وثلاثة أبناء، أحدهم، ديفيد، يعاني من التوحد. هذه المذكرات تقدم بأسلوب فريد، حيث تتناوب الفصول بين النصوص والرسوم الهزلية، مما يجعلها تجربة قراءة متميزة وغنية.
بقلم بول وجودي كاراسيك، الشقيق والشقيقة يشتركان في سرد قصة شقيقهما ديفيد، بدءًا من طفولته وصولاً إلى مرحلة البلوغ. يظل ديفيد، رغم تقدمه في السن، معتمدًا على الآخرين، خصوصًا بعد أن يتركه إخوته ليبدأوا حياتهم الخاصة بعيدًا عن البيت. يعبر ديفيد عن نفسه بطريقة متفردة، مستخدمًا لغة خاصة به ومؤديًا نسخه الخاصة من مغامرات سوبرمان وبرامج مثل “Face the Nation”. كما يكتب ديفيد صفحات وصفحات من ملخصات البرامج التلفزيونية، مما يعطي نظرة عميقة إلى فهمه وتجربته الشخصية للعالم من حوله.
لا أحد يمكنه أن يفهم تمامًا ما يعرفه ديفيد عن الحياة والموت، ولكن يبدو أنه يسير في حياته بكرامة وصبر. يتعدى الكتاب النمط التقليدي للسرد ليقدم لنا نموذجًا بديعًا في الأدب، حيث يمزج بين السرد النصي والرسومي، مما يعكس التجربة المعقدة للتعامل مع التوحد داخل الأسرة بأسلوب جذاب ومؤثر.
تنبع أهمية هذا الكتاب من كونه يقدم نظرة شاملة وصادقة على الحياة اليومية لعائلة تتعامل مع التوحد، ويظهر كيف أن القبول والتفهم والمحبة يمكن أن يحول الصعوبات إلى مصادر للقوة والإلهام. العائلة التي قد تبدو غريبة للبعض تُظهر أن معاني الأسرة والتعايش ليست فقط تحديات بل هي أيضًا فرص للنمو والتفهم المتبادل.
نُشر هذا الكتاب لأول مرة في يناير 2003 عن طريق دار نشر واشنطن سكوير برس، وقد نال استحسان النقاد والجمهور على حد سواء. لقد تم تقديره لمهارته الأدبية ولصدقه في تصوير التجارب الأسرية، مما يجعله موردًا قيمًا للأفراد والعائلات التي تواجه تحديات مماثلة.
بالإضافة إلى ذلك، “الرحلة معًا” يساهم في الحوار الأوسع حول التوحد والإعاقة في المجتمع، مما يعزز الوعي ويحفز على الفهم والقبول. من خلال التفاعل بين النص والصورة، يقدم الكتاب طريقة مبتكرة لاستكشاف الديناميكيات العائلية والتحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم. هذه الطريقة تجعل من الكتاب أداة تعليمية ومصدر إلهام، يقدم نظرة عميقة ومتعددة الأبعاد لمفهوم الاختلاف داخل النسيج الاجتماعي.
لذلك، يمكن اعتبار “الرحلة معًا”