أعراض التهاب فروة الرأس وعلاجها

تُعد فروة الرأس من الأنسجة الحيوية التي تؤدي دوراً محورياً في حماية الرأس وتنظيم نمو الشعر، إلا أنها أيضاً عرضة لعدد من المشكلات الصحية، من أبرزها التهابات فروة الرأس. يشير مصطلح التهاب فروة الرأس إلى مجموعة من الحالات الجلدية التي تصيب هذا الجزء من الجسم، محدثة مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تؤثر على جودة الحياة والصحة الجلدية للفرد. تتراوح هذه الالتهابات من الحالات البسيطة التي يمكن التحكم بها بسهولة إلى الأمراض المزمنة أو المعدية التي تتطلب تدخلًا طبيًا متخصصًا.

يتناول هذا المقال أعراض التهاب فروة الرأس بمختلف أنواعه، وأسبابه الشائعة، وأفضل الطرق العلاجية الطبية والطبيعية، بالإضافة إلى طرق الوقاية والعناية اليومية لمنع تفاقم الحالة. يعتمد المقال على مصادر موثوقة في طب الجلد والأبحاث الحديثة لضمان تقديم محتوى علمي غني وموثوق.

أولاً: ما هو التهاب فروة الرأس؟

يشير التهاب فروة الرأس إلى حالة التهابية تصيب الجلد المغطي للرأس، وتنتج عن أسباب متعددة منها الجراثيم، الفطريات، الالتهابات المناعية، أو حتى التفاعل التحسسي مع منتجات الشعر. تتنوع الأعراض تبعاً لنوع الالتهاب وشدته، وقد تؤدي هذه الالتهابات في حال عدم علاجها إلى تساقط الشعر أو تندب دائم في فروة الرأس.

ثانياً: أنواع التهابات فروة الرأس

تنقسم التهابات فروة الرأس إلى عدة أنواع، منها ما هو حاد ومنها ما هو مزمن، ومنها ما يكون معدياً وآخر غير معدٍ. وفيما يلي أبرز هذه الأنواع:

1. التهاب الجلد الدهني (Seborrheic Dermatitis)

• من أكثر الأنواع شيوعاً.

• ينتج عن فرط نشاط الغدد الدهنية وتكاثر فطريات الملاسيزية.

• يتميز بظهور قشور صفراء أو بيضاء دهنية، واحمرار في فروة الرأس.

2. التهاب الجلد التماسي (Contact Dermatitis)

• ناتج عن التفاعل التحسسي مع مواد كيميائية مثل الشامبو أو الصبغات أو منتجات العناية بالشعر.

• يسبب حكة شديدة واحمراراً وظهور بثور صغيرة.

3. السعفة (Tinea Capitis)

• عدوى فطرية معدية تصيب الأطفال عادة.

• تتميز بظهور بقع مستديرة خالية من الشعر ومغطاة بالقشور.

4. الصدفية (Psoriasis)

• مرض جلدي مزمن مناعي ذاتي.

• يترافق بظهور لويحات قشرية سميكة فضية اللون، وقد يمتد إلى خلف الأذنين والرقبة.

5. الجريبات (Folliculitis)

• التهاب يصيب بصيلات الشعر نتيجة عدوى بكتيرية أو فطرية.

• يظهر على شكل بثور صغيرة مؤلمة أو مليئة بالصديد.

6. الحزاز المسطح (Lichen Planopilaris)

• حالة مناعية مزمنة تؤدي إلى تندب وتساقط دائم للشعر.

• تصيب النساء أكثر من الرجال.

ثالثاً: أعراض التهاب فروة الرأس

تختلف الأعراض تبعًا لنوع الالتهاب، ولكن يمكن تلخيص الأعراض العامة التي تدل على وجود التهاب في فروة الرأس كما يلي:

• الحكة المستمرة والتي قد تكون شديدة وتؤثر على النوم والحياة اليومية.

• احمرار فروة الرأس والتهابها، وقد يكون مصحوباً بسخونة موضعية.

• ظهور قشور تتفاوت في اللون ما بين الأبيض والأصفر والفضي.

• التقشر بشكل مفرط في بعض الأحيان، خاصة في حالات الصدفية أو التهاب الجلد الدهني.

• تكون بثور أو حبوب صغيرة، وقد تحتوي على صديد.

• تساقط الشعر في أماكن محددة أو بشكل عام.

• الشعور بألم أو حرقان في فروة الرأس.

• رائحة كريهة أحياناً نتيجة العدوى البكتيرية أو الفطرية.

• تورم موضعي أو تكون عقيدات تحت الجلد في حالات الالتهاب العميق.

رابعاً: أسباب التهاب فروة الرأس

يرتبط التهاب فروة الرأس بعدة عوامل تؤدي إلى تحفيز الاستجابة الالتهابية أو العدوى. وتشمل الأسباب الشائعة ما يلي:

خامساً: تشخيص التهاب فروة الرأس

يتطلب تشخيص التهاب فروة الرأس فحصاً دقيقاً لدى طبيب الأمراض الجلدية. وتشمل طرق التشخيص ما يلي:

• الفحص السريري لفروة الرأس لتحديد طبيعة الالتهاب والمناطق المصابة.

• الاستعانة بكاشف الفطريات باستخدام ضوء وود (Wood’s Lamp).

• الفحص المجهري للقشور أو البثور للتحقق من وجود فطريات أو بكتيريا.

• خزعة الجلد في بعض الحالات المزمنة أو التي لم تستجب للعلاج.

• تحاليل الدم لتقييم وجود أمراض مناعية.

سادساً: علاج التهاب فروة الرأس

يعتمد العلاج على نوع الالتهاب وسببه، وقد يشمل الأدوية الموضعية أو الفموية بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية.

1. العلاج الدوائي

أ- مضادات الفطريات

• مثل كيتوكونازول، تيربينافين.

• تُستخدم في حالات السعفة أو التهاب الجلد الدهني.

• تتوفر على شكل شامبو، كريم أو أقراص.

ب- مضادات البكتيريا

• مثل موبيروسين موضعياً، أو أزيثروميسين فموياً.

• لعلاج التهابات بصيلات الشعر.

ج- الستيرويدات الموضعية

• مثل بيتاميثازون أو كلوبيتال.

• تقلل الالتهاب في حالات الصدفية والحزاز.

د- مثبطات المناعة

• مثل الميثوتريكسات أو سايكلوسبورين لحالات الحزاز أو الصدفية الشديدة.

هـ- الشامبوهات العلاجية

• تحتوي على مواد فعالة مثل الزنك بيريثيون، قطران الفحم، الكبريت، أو حمض الساليسيليك.

2. العلاج الطبيعي والمنزلي

أ- زيت شجرة الشاي

• يمتلك خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا.

• يمكن إضافته إلى الشامبو بتركيز 5%.

ب- زيت جوز الهند

• يرطب فروة الرأس ويقلل الالتهاب.

• يُستخدم مرة إلى مرتين أسبوعياً.

ج- خل التفاح

• يوازن الرقم الهيدروجيني لفروة الرأس ويحد من القشور.

• يُخفف بالماء ويُستخدم كغسول بعد الشامبو.

د- جل الألوفيرا

• يعمل كمضاد للالتهاب ومهدئ للحكة.

• يُستخدم موضعياً لمدة 20 دقيقة قبل الغسل.

سابعاً: الوقاية والرعاية اليومية

الوقاية من التهاب فروة الرأس لا تقل أهمية عن علاجه، وتتطلب تبني أساليب عناية صحية بالفروة، منها:

• استخدام شامبوهات خالية من الكبريتات والعطور القوية.

• تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأمشاط والمناشف.

• الحرص على تهوية فروة الرأس وتجنب ارتداء القبعات لفترات طويلة.

• تجنب الاستخدام المفرط لمستحضرات التجميل الكيميائية مثل الجل والصبغات.

• الحفاظ على نظافة الشعر وغسله بانتظام حسب نوع الفروة.

• تخفيف التوتر والقلق بممارسة الرياضة أو تقنيات التأمل.

• مراقبة فروة الرأس دورياً للكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية.

ثامناً: متى يجب استشارة الطبيب؟

في حالات الالتهابات التي تستمر لأكثر من أسبوعين أو تزداد سوءاً مع مرور الوقت، أو عند ملاحظة تساقط الشعر الشديد، أو تكون بثور أو روائح غير طبيعية، فإن استشارة طبيب الجلدية تصبح ضرورية لتجنب المضاعفات مثل التندب أو العدوى المنتشرة.

المراجع

1. Bolognia, J. L., Schaffer, J. V., & Cerroni, L. (2021). Dermatology (4th ed.). Elsevier.

2. American Academy of Dermatology Association. (2023). https://www.aad.org