التهاب اللوزتين عند الكبار

التهاب اللوزتين عند الكبار: الأسباب، الأعراض، والعلاج

يُعتبر التهاب اللوزتين (Tonsillitis) من الأمراض الشائعة التي يمكن أن تصيب الأفراد في أي مرحلة عمرية، بما في ذلك الكبار. ورغم أن التهاب اللوزتين يرتبط عادة بالأطفال، إلا أن الكبار أيضاً قد يعانون من هذه الحالة التي قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. في هذا المقال، سوف نتناول التهاب اللوزتين عند الكبار بالتفصيل، من حيث الأسباب، الأعراض، التشخيص، العلاجات المتاحة، وطرق الوقاية.

ما هو التهاب اللوزتين؟

اللوزتان هما غدتان ليمفاويتان تقعان على جانبي الحلق، وهما جزء من جهاز المناعة في الجسم. يقومان بدور أساسي في حماية الجسم من العدوى التي تدخل عبر الأنف والفم. في حالات معينة، مثل عندما يتعرض الشخص لعدوى بكتيرية أو فيروسية، يمكن أن يصاب الشخص بالتهاب في اللوزتين. هذا الالتهاب يؤدي إلى تضخم اللوزتين، مما يسبب أعراضًا مزعجة مثل الألم في الحلق، وصعوبة في البلع، والحمى.

أسباب التهاب اللوزتين عند الكبار

يمكن أن يكون التهاب اللوزتين ناتجًا عن عدة أسباب، أشهرها العدوى البكتيرية أو الفيروسية. وفيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعًا التي قد تؤدي إلى التهاب اللوزتين عند الكبار:

1. العدوى الفيروسية

العديد من حالات التهاب اللوزتين عند الكبار تحدث نتيجة للإصابة بفيروسات، مثل:

• الفيروسات المعوية: مثل الفيروسات المعوية التي تتسبب في التهاب الحلق.

• الفيروسات التنفسية: مثل الفيروسات التي تسبب نزلات البرد والانفلونزا.

• فيروس الحمى الغدية (Epstein-Barr virus): هذا الفيروس يسبب التهاب اللوزتين وقد يرافقه أعراض أخرى مثل التعب الشديد.

2. العدوى البكتيرية

إحدى أكثر الأسباب الشائعة للتهاب اللوزتين هي العدوى البكتيرية، خاصة من بكتيريا العقدية (Streptococcus pyogenes)، التي تسبب التهاب الحلق العقدي. هذه البكتيريا يمكن أن تنتقل عبر الهواء أو من خلال التلامس المباشر مع شخص مصاب.

3. العوامل البيئية والمناعية

• التعرض للهواء البارد والجاف: قد يؤدي إلى التهابات في الحلق وتضخم اللوزتين.

• التدخين والتلوث: يُعتبر التدخين وتلوث الهواء من العوامل التي تضعف جهاز المناعة وتزيد من احتمال الإصابة بالتهاب اللوزتين.

• ضعف المناعة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى السرطان أو المصابين بفيروس نقص المناعة (HIV)، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب اللوزتين.

4. التعرض للاحتكاك مع أفراد مصابين

العدوى تنتقل بشكل رئيسي عبر اللمس المباشر أو عبر السوائل الجسدية مثل اللعاب، مما يجعل الأماكن المزدحمة مثل المدارس والمكاتب هي بيئات مثالية لنقل العدوى.

أعراض التهاب اللوزتين عند الكبار

تظهر أعراض التهاب اللوزتين بشكل متفاوت حسب السبب والعمر. عند الكبار، قد تكون الأعراض أكثر شدة مقارنة بالأطفال، وقد تتضمن:

1. الألم في الحلق

من أبرز الأعراض هو الشعور بألم حاد في الحلق، والذي يتزايد أثناء البلع أو التحدث.

2. تورم اللوزتين

تظهر اللوزتان عادة متورمتين وحمرتين في حالة التهاب اللوزتين، وقد تكون هناك بقع صديدية على سطح اللوزتين، خاصة في الحالات البكتيرية.

3. صعوبة في البلع

نتيجة لتورم اللوزتين، قد يشعر المصاب بصعوبة كبيرة في بلع الطعام والشراب، مما قد يؤدي إلى فقدان الشهية.

4. الحمى

من الأعراض المصاحبة الشائعة هي الحمى، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل ملحوظ لتصل إلى 38 درجة مئوية أو أكثر.

5. الأعراض التنفسية

قد يعاني المصاب من انسداد الأنف، السعال، أو إفرازات الأنف. في الحالات الفيروسية، قد تترافق الأعراض مع أعراض نزلات البرد.

6. تورم العقد اللمفاوية

قد يحدث تورم في العقد اللمفاوية في الرقبة، وتحديدًا بالقرب من اللوزتين، مما يزيد من شعور الألم والضغط في المنطقة.

7. التعب العام والصداع

يشعر المصاب عادةً بإرهاق شديد، وقد يصاحبه صداع خفيف إلى متوسط.

8. رائحة الفم الكريهة

إذا كان الالتهاب ناتجًا عن عدوى بكتيرية، فقد يصاحبها رائحة فم كريهة.

تشخيص التهاب اللوزتين عند الكبار

تشخيص التهاب اللوزتين يبدأ عادةً من خلال فحص سريري من قبل الطبيب. سيقوم الطبيب بتقييم الأعراض والعلامات السريرية مثل تورم اللوزتين والحمى. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب فحوصات إضافية لتحديد نوع العدوى المسبب للالتهاب، وتشمل:

1. اختبار الحلق (Throat Culture): يتم مسح الحلق باستخدام عينة من اللعاب لتحديد ما إذا كانت العدوى ناتجة عن بكتيريا العقدية.

2. اختبار الدم: في حالة الاشتباه في وجود عدوى فيروسية أو لتحديد قوة جهاز المناعة.

3. اختبارات الأشعة: في بعض الحالات النادرة، قد يطلب الطبيب أشعة لتقييم حالة اللوزتين في حال حدوث مضاعفات.

علاج التهاب اللوزتين عند الكبار

يعتمد العلاج على سبب التهاب اللوزتين، سواء كان نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية. إليك أبرز طرق العلاج:

1. العلاج بالأدوية

• المضادات الحيوية: إذا كان الالتهاب ناتجًا عن عدوى بكتيرية (مثل التهاب الحلق العقدي)، فسيصف الطبيب مضادًا حيويًا مثل البنسلين أو الأموكسيسيلين. من المهم إتمام الدورة العلاجية بالكامل حتى لو شعرت بتحسن.

• الأدوية المسكنة للألم: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، التي تساعد في تخفيف الألم والحمى.

• أدوية مضادة للفيروسات: في حالات الإصابة بفيروسات معينة مثل فيروس الحمى الغدية، قد يوصي الطبيب ببعض الأدوية لتخفيف الأعراض، رغم أنه في العديد من الحالات لا يمكن علاج العدوى الفيروسية بالأدوية.

2. العلاج المنزلي

• الراحة التامة: من الضروري الحصول على قسط كافٍ من الراحة لتقوية جهاز المناعة.

• السوائل الدافئة: يمكن أن تساعد المشروبات الدافئة مثل الشاي أو الحساء في تهدئة الحلق.

• المضمضة بالماء والملح: يمكن للمضمضة بمحلول ملحي دافئ أن تساعد في تخفيف الالتهاب.

• استخدام جهاز الترطيب: يساعد استخدام جهاز الترطيب في تجنب جفاف الحلق وتهدئة الأعراض.

3. العملية الجراحية (استئصال اللوزتين)

في حالات التهاب اللوزتين المزمن أو المتكرر، قد يوصي الطبيب بإجراء عملية استئصال اللوزتين (Tonsillectomy). تُجرى هذه العملية عادةً عندما:

• يكون الالتهاب متكررًا أو مزمنًا.

• يصعب علاج الالتهاب بالمضادات الحيوية.

• تؤدي اللوزتان إلى مشاكل صحية أخرى مثل صعوبة في التنفس أو بلع الطعام.

مضاعفات التهاب اللوزتين

إذا لم يُعالج التهاب اللوزتين بشكل صحيح أو إذا كان متكررًا، فقد يتسبب في بعض المضاعفات الصحية الخطيرة مثل:

• انتشار العدوى: قد ينتشر الالتهاب إلى الأنسجة المجاورة مثل الأذن أو الحنجرة.

• التهاب الأذن الوسطى: وهو أحد المضاعفات الشائعة في التهاب اللوزتين.

• التسمم الدموي (Sepsis): في حالات نادرة، قد يؤدي التهاب اللوزتين البكتيري إلى انتشار العدوى في الدم.

• مشاكل في التنفس: إذا كان الالتهاب يؤثر على مجرى التنفس، فقد يسبب صعوبة في التنفس.

الوقاية من التهاب اللوزتين

لتقليل خطر الإصابة بالتهاب اللوزتين، يُنصح باتباع بعض الإجراءات الوقائية مثل:

• غسل اليدين بانتظام لتقليل انتقال الفيروسات والبكتيريا.

• تجنب الاحتكاك مع الأشخاص المصابين بالتهاب اللوزتين أو أي أمراض معدية أخرى.

• تعزيز جهاز المناعة عن طريق تناول نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات والمعادن، وممارسة الرياضة بانتظام