التهاب الغدة النكافية: الأسباب والعلاج

التهاب الغدة النكافية: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

يعد التهاب الغدة النكافية من الأمراض الفيروسية التي تصيب الغدة النكافية، وهي إحدى الغدد اللعابية الكبرى التي تقع خلف الفك السفلي بالقرب من الأذن. يُعرف هذا المرض أيضًا باسم “أبو كعب” نظرًا للانتفاخ المميز الذي يحدث في منطقة الفك السفلي عند الإصابة به. يعد التهاب الغدة النكافية مرضًا معديًا، ويمكن أن يصيب الأفراد من مختلف الأعمار، ولكنه غالبًا ما يحدث في الأطفال والشباب.

1. ما هي الغدة النكافية؟

الغدة النكافية هي إحدى الغدد اللعابية الثلاث الكبرى في الجسم، حيث تفرز اللعاب الذي يساعد في عملية الهضم ويعمل على ترطيب الفم. تقع الغدة النكافية على جانبي الوجه، بين الأذن والفك السفلي، وتعد مسؤولة عن إفراز اللعاب الذي يحتوي على إنزيمات تساعد في هضم الطعام.

تعتبر الغدة النكافية جزءًا مهمًا من الجهاز الهضمي، ولكنها في الوقت نفسه عرضة للإصابة بالعدوى، حيث يمكن أن تتسبب العدوى الفيروسية في تورم الغدة وتكاثر الفيروس داخلها، مما يؤدي إلى أعراض مزعجة قد تستدعي العلاج.

2. أسباب التهاب الغدة النكافية

التهاب الغدة النكافية غالبًا ما يكون نتيجة عدوى فيروسية، ويعد فيروس النكاف هو السبب الرئيسي في هذه العدوى. يعتبر هذا الفيروس من الفيروسات التي تنتقل عبر التنفس أو الاتصال المباشر مع الشخص المصاب. على الرغم من أنه نادرًا ما يصيب الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد فيروس النكاف، إلا أن هناك حالات من الإصابة تظهر بشكل استثنائي بين أولئك الذين لم يحصلوا على اللقاح.

إضافة إلى فيروس النكاف، يمكن أن تكون الأسباب الأخرى لالتهاب الغدة النكافية هي:

• الإصابة بعدوى بكتيرية: قد تؤدي بعض البكتيريا إلى التهاب الغدة النكافية، ولكن ذلك يحدث بشكل نادر جدًا مقارنة بالعدوى الفيروسية.

• مشاكل هرمونية: بعض التغيرات الهرمونية قد تساهم في ضعف جهاز المناعة، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الغدة النكافية.

• التهاب مزمن: في حالات نادرة، يمكن أن يتطور التهاب الغدة النكافية إلى حالة مزمنة قد تؤدي إلى مضاعفات صحية.

3. أعراض التهاب الغدة النكافية

تتفاوت الأعراض بشكل كبير من شخص لآخر، وقد تكون بعض الأعراض أكثر شدة من غيرها. تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب الغدة النكافية ما يلي:

• تورم في الوجه أو الفك: يعد التورم في منطقة الغدة النكافية من أبرز الأعراض التي تظهر في مرضى النكاف، حيث يحدث تورم في جانب واحد أو كلا الجانبين من الفك السفلي.

• ألم عند المضغ أو البلع: يعاني معظم المرضى من ألم عند محاولة مضغ الطعام أو ابتلاعه، ويرتبط الألم عادة بتورم الغدة.

• ارتفاع درجة الحرارة (الحمى): في كثير من الحالات، يعاني المريض من حمى متوسطة إلى شديدة، قد تكون مصحوبة بالقشعريرة.

• الصداع والشعور بالإرهاق: من الأعراض الشائعة التي ترافق التهاب الغدة النكافية، كما يشعر المريض عمومًا بتعب عام وضعف.

• جفاف الفم: نتيجة لتوقف الغدة النكافية عن إفراز اللعاب بشكل طبيعي، قد يعاني المريض من جفاف في الفم.

• فقدان الشهية: قد يعاني المريض من نقص في الشهية بسبب الألم المرتبط بالأكل وصعوبة البلع.

4. كيفية تشخيص التهاب الغدة النكافية

يعتمد تشخيص التهاب الغدة النكافية على فحص الأعراض السريرية التي تظهر على المريض، مثل التورم في منطقة الفك السفلي والألم عند المضغ والبلع. في معظم الحالات، يمكن للطبيب تشخيص الحالة بناءً على هذه الأعراض.

ومع ذلك، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات المعملية للتأكد من وجود الفيروس المسبب للمرض أو لاستبعاد الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى نفس الأعراض. تشمل هذه الفحوصات:

• فحص الدم: يمكن أن يظهر فحص الدم وجود أجسام مضادة لفيروس النكاف، مما يؤكد التشخيص.

• الاختبارات الفيروسية: قد يتم أخذ عينة من اللعاب أو سوائل الجسم الأخرى لتحليلها والتأكد من وجود الفيروس المسبب.

• التصوير الطبي: في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالأشعة أو الموجات فوق الصوتية لتحديد درجة تورم الغدة.

5. علاج التهاب الغدة النكافية

لا يوجد علاج محدد لفيروس النكاف، حيث يعتمد العلاج بشكل رئيسي على تخفيف الأعراض وتوفير الراحة للمريض أثناء فترة الإصابة. يهدف العلاج إلى تقليل الألم والتورم، ويساهم في تسريع عملية التعافي.

العلاج الدوائي:

• مسكنات الألم والمضادات الحمى: يُوصى باستخدام أدوية مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم وتقليل الحمى.

• مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): يمكن استخدامها لتقليل الالتهاب والألم الناتج عن التورم.

• ترطيب الفم: ينصح بشرب كميات كبيرة من السوائل لتعويض نقص اللعاب والترطيب، كما يمكن استخدام الغسولات الفموية أو الحبوب لتخفيف الجفاف.

• مضادات الفيروسات: في بعض الحالات النادرة قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات، ولكنها ليست فعالة بشكل كبير في علاج النكاف.

العلاج المنزلي:

• الراحة التامة: يُنصح بالراحة التامة لتقوية جهاز المناعة ومساعدة الجسم في محاربة الفيروس.

• التغذية السليمة: من المهم تناول الطعام السهل والهضمي لتقليل أي صعوبة قد يسببها التورم في الغدد.

• تطبيق كمادات دافئة أو باردة: يمكن أن تساعد الكمادات على تقليل الألم والتورم في الغدة النكافية.

6. مضاعفات التهاب الغدة النكافية

على الرغم من أن معظم حالات التهاب الغدة النكافية تنتهي بشكل جيد دون حدوث مضاعفات، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تتعرض لمشاكل صحية إضافية. من بين المضاعفات التي قد تحدث:

• التهاب الخصية (التهاب الخصية الفيروسي): قد يصاب الذكور بتورم في الخصية في حالة إصابتهم بالنكاف بعد سن البلوغ.

• التهاب المبيض: في بعض الحالات النادرة، قد يصاب النساء بتورم في المبايض.

• التهاب البنكرياس: قد يحدث التهاب في البنكرياس (التهاب البنكرياس الحاد) نتيجة للفيروس، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ألم شديد في الجزء العلوي من البطن.

• التهاب السحايا: في حالات نادرة جدًا، قد يؤدي الفيروس إلى التهاب السحايا، وهو التهاب يهدد الحياة في الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي.

• مشاكل في السمع: قد يحدث في بعض الحالات فقدان مؤقت أو دائم للسمع بسبب تأثير الفيروس على الأذن الوسطى.

7. الوقاية من التهاب الغدة النكافية

أفضل طريقة للوقاية من التهاب الغدة النكافية هي التطعيم. يمكن الوقاية من الإصابة بالفيروس المسبب للنكاف عبر تلقي لقاح النكاف، الذي يتم عادة كجزء من تطعيم MMR (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية). يُنصح بتلقي هذا اللقاح في مرحلة الطفولة لضمان الوقاية من المرض.

إضافة إلى ذلك، يُنصح باتباع بعض الاحتياطات العامة لتقليل خطر الإصابة، مثل:

• تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين: يمكن أن يساعد الابتعاد عن الأشخاص المصابين في تقليل فرصة انتقال الفيروس.

• غسل اليدين بانتظام: يعد غسل اليدين بشكل دوري من أفضل الطرق لتقليل انتشار الفيروسات.

• استخدام المناديل عند العطس أو السعال: لتجنب نشر الفيروس عبر الهواء أو الأسطح.

8. الخاتمة

يُعد التهاب الغدة النكافية مرضًا شائعًا لكنه غالبًا ما يكون غير خطير إذا تم التعامل معه بشكل صحيح. من المهم أن يتلقى الأطفال والمراهقون التطعيم المناسب للوقاية من النكاف، وأن يتم الاهتمام بتقديم الرعاية اللازمة للأفراد المصابين لضمان تعافيهم بشكل سريع.