التهاب الحنجرة: الأسباب والعلاج

التهاب الحنجرة: الأعراض، الأسباب، العلاج، الوقاية

مقدمة

التهاب الحنجرة هو حالة طبية شائعة تصيب الحنجرة، وهي العضو المسؤول عن إنتاج الصوت في الجسم البشري. يسبب التهاب الحنجرة تهيجًا في الأنسجة المبطنة للحنجرة، ما يؤدي إلى تغيرات في الصوت مثل بحة الصوت أو فقدانه تمامًا في الحالات الأكثر حدة. يمكن أن يكون التهاب الحنجرة نتيجة للعديد من الأسباب، تتراوح من العدوى الفيروسية والبكتيرية إلى التعرض للمواد المهيجة مثل الدخان أو المواد الكيميائية. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل التهاب الحنجرة، من حيث تعريفه وأعراضه وأسبابه وطرق علاجه والوقاية منه.

1. تعريف التهاب الحنجرة

الحنجرة هي جزء من الجهاز التنفسي العلوي وتقع في الجزء الأمامي من الرقبة. تحتوي الحنجرة على الحبال الصوتية، التي تهتز عند مرور الهواء منها لتنتج الصوت. عندما تصاب الحنجرة بالتهاب، تصبح الأنسجة المبطنة لها ملتهبة، مما يسبب تغيرات في الصوت. عادة ما يكون التهاب الحنجرة مؤقتًا ويختفي من تلقاء نفسه في غضون بضعة أيام إلى أسبوع، ولكن في بعض الحالات قد يصبح مزمنًا ويستمر لفترات أطول.

2. أسباب التهاب الحنجرة

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الحنجرة، ويمكن تصنيفها إلى أسباب فيروسية، بكتيرية، وأسباب أخرى تتعلق بالعوامل البيئية أو الميكانيكية.

2.1. العدوى الفيروسية

العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب الحنجرة. معظم الحالات من التهاب الحنجرة تكون نتيجة للإصابة بالفيروسات التي تسبب نزلات البرد أو الأنفلونزا. في هذه الحالة، ينتشر الفيروس إلى الحنجرة ويؤدي إلى التهاب الأنسجة هناك. من بين الفيروسات التي قد تسبب التهاب الحنجرة:

• الفيروسات المسببة لنزلات البرد مثل فيروسات الأنف.

• فيروسات الإنفلونزا.

• الفيروسات المسببة للعدوى التنفسية مثل فيروس العطاس (Parainfluenza virus).

• الفيروسات الهربسية (Herpes simplex virus)، التي قد تؤثر على الحنجرة بشكل نادر.

2.2. العدوى البكتيرية

في بعض الحالات، قد يكون التهاب الحنجرة نتيجة لعدوى بكتيرية. يمكن أن تؤدي بعض البكتيريا إلى التهابات حادة في الحنجرة مثل التهاب الحلق، الذي يمكن أن يؤدي إلى التهاب الحنجرة. من بين البكتيريا التي قد تسبب التهاب الحنجرة:

• بكتيريا المكورات العقدية (Streptococcus).

• بكتيريا المستدمية النزلية (Haemophilus influenzae).

2.3. المهيجات البيئية

التعرض للمهيجات البيئية مثل الدخان، والغبار، والمواد الكيميائية قد يؤدي إلى التهاب الحنجرة. يعتبر التدخين من العوامل الأكثر شيوعًا التي تؤدي إلى تهيج الحنجرة وتؤدي إلى حدوث التهاب طويل الأمد. الدخان الناتج عن السجائر، كما هو الحال مع التعرض لدخان الحطب أو المواد الكيميائية القوية، يمكن أن يؤثر سلبًا على الأنسجة الحساسة في الحنجرة، مما يسبب التهيج والتورم.

2.4. الاستخدام المفرط للصوت

يعتبر الاستخدام المفرط للصوت من الأسباب الرئيسية للتهيج المؤقت للحنجرة. الأفراد الذين يصرخون لفترات طويلة أو يستخدمون أصواتهم بشكل مفرط، مثل المعلمين والمغنيين والمحاضرين، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الحنجرة. هذا النوع من التهاب الحنجرة غالبًا ما يكون مؤقتًا ويختفي مع الراحة وتوقف استخدام الصوت المفرط.

2.5. الأمراض المزمنة

بعض الأمراض المزمنة مثل الارتجاع المعدي المريئي (GERD) قد تساهم في تكرار حدوث التهاب الحنجرة. في هذه الحالة، يتسبب تدفق الحمض المعدي إلى المريء ثم إلى الحنجرة في تهيج الأنسجة وتسبب التهابًا مزمنًا.

3. أعراض التهاب الحنجرة

تشمل أعراض التهاب الحنجرة العديد من العلامات المميزة التي تؤثر بشكل أساسي على الصوت والجهاز التنفسي العلوي. قد تختلف شدة الأعراض حسب السبب الرئيسي للالتهاب.

3.1. بحة الصوت أو فقدان الصوت

من الأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب الحنجرة هي بحة الصوت، التي قد تتراوح من خفيفة إلى شديدة حسب درجة التهاب الأنسجة. في الحالات الشديدة، قد يعاني الشخص من فقدان كامل للصوت.

3.2. التهاب الحلق

يمكن أن يشعر المصاب بألم أو خشونة في الحلق بسبب التهاب الأنسجة. قد يزداد الألم عند التحدث أو البلع.

3.3. السعال الجاف

يعد السعال الجاف أحد الأعراض المصاحبة الشائعة لالتهاب الحنجرة، وهو قد يكون نتيجة لتفاعلات التهيج في الحنجرة أو بسبب محاولة الجسم تطهير الممرات الهوائية من المخاط أو الملوثات.

3.4. صعوبة في البلع

بسبب التهاب الأنسجة المبطنة للحنجرة، قد يعاني الشخص من صعوبة في البلع أو شعور بشيء عالق في الحلق.

3.5. تورم الرقبة

في بعض الحالات، قد يحدث تورم في العقد الليمفاوية في الرقبة نتيجة لالتهاب الحنجرة المصاحب للعدوى الفيروسية أو البكتيرية.

4. تشخيص التهاب الحنجرة

تشخيص التهاب الحنجرة يتم عادة عن طريق الفحص السريري من قبل الطبيب، الذي يقوم بتقييم الأعراض وتاريخ المريض الطبي. قد يتطلب الأمر إجراء بعض الفحوصات إذا كانت الأعراض مستمرة أو شديدة، مثل:

• الفحص بالمنظار: استخدام منظار لفحص الحنجرة عن كثب للكشف عن أي تهيج أو تورم.

• اختبارات الدم: لتحديد ما إذا كان هناك عدوى بكتيرية أو فيروسية.

• اختبارات أخرى: مثل الأشعة السينية أو اختبارات الصوت لتقييم سلامة الحبال الصوتية.

5. علاج التهاب الحنجرة

يعتمد علاج التهاب الحنجرة على السبب الكامن وراء الحالة. في معظم الحالات، يمكن علاج التهاب الحنجرة بسهولة باستخدام العلاجات المنزلية أو بعض الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.

5.1. العلاجات المنزلية

• الراحة الصوتية: تجنب التحدث أو الصراخ بشكل مفرط للسماح للحنجرة بالتعافي.

• السوائل الدافئة: شرب الماء أو المشروبات الدافئة مثل الشاي العشبي أو مرق الدجاج يساعد في تخفيف تهيج الحنجرة.

• البخار: استنشاق البخار الدافئ يمكن أن يساعد في ترطيب الحنجرة وتهدئة الأنسجة الملتهبة.

• العسل والليمون: خليط العسل والليمون يُعتبر من العلاجات الطبيعية التي تخفف من التهيج وتحسن من الصوت.

5.2. الأدوية

• مضادات الالتهاب: الأدوية مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين يمكن أن تخفف من الألم والالتهاب.

• المضادات الحيوية: إذا كان السبب بكتيريًا، قد يصف الطبيب المضادات الحيوية، مثل البنسلين.

• أدوية مضادة للفيروسات: إذا كان السبب هو العدوى الفيروسية، يمكن أن تساعد بعض الأدوية المضادة للفيروسات، مثل أدوية الأنفلونزا.

5.3. العلاج الطبي المتقدم

في الحالات المزمنة أو المتقدمة من التهاب الحنجرة، قد يحتاج المريض إلى استشارة أخصائي في أمراض الأذن والأنف والحنجرة (ENT). قد يتم اللجوء إلى العلاج بالجراحة أو العلاج الصوتي لتقوية الحبال الصوتية في الحالات التي تؤثر فيها الحالة على قدرة الشخص على استخدام صوته بشكل طبيعي.

6. الوقاية من التهاب الحنجرة

لحماية الحنجرة من الالتهابات، يمكن اتباع بعض التدابير الوقائية البسيطة:

• تجنب التدخين: الابتعاد عن التدخين يقلل من خطر تهيج الحنجرة.

• حماية الصوت: تقليل استخدام الصوت بشكل مفرط وحماية الحبال الصوتية من الإجهاد.

• الابتعاد عن المهيجات: تجنب الملوثات البيئية مثل الدخان والغبار.

• ترطيب الهواء: استخدام مرطب هواء في المنازل وخاصة في فصل الشتاء للحفاظ على رطوبة الهواء ومنع جفاف الحنجرة.

• غسل اليدين بانتظام: للوقاية من العدوى الفيروسية والبكتيرية.

7. الخاتمة

التهاب الحنجرة هو حالة طبية شائعة قد تحدث نتيجة للعديد من الأسباب مثل العدوى الفيروسية، العدوى البكتيرية، التعرض للمهيجات البيئية، أو الاستخدام المفرط للصوت. تعتمد العلاجات على السبب الكامن وراء التهاب الحنجرة، وفي