في كتابها الممتع والملهم بعنوان “التقدم نحو السلطة: رحلة المرأة السياسية في أمريكا”، تركز هاريت وودز على أهمية تحقيق النساء للقوة السياسية الفعّالة في الألفية القادمة. تشير وودز إلى أن انتخاب امرأة رئيسة للبلاد لا يكفي لضمان أن تحصل النساء على سلطة سياسية فعّالة في المستقبل. يعود الكتاب إلى الماضي لدفع النساء إلى الأمام، حيث تعتقد وودز أن جذب المزيد من النساء لدخول الحياة السياسية سيتطلب التزامهن وفهمًا للماضي.
تستخدم الكاتبة قصة حياتها الشخصية لاستعادة كيف كانت النساء اللواتي كن مستبعدات من الحياة العامة يتحدن بتصميمهن لحل المشكلات المحلية وشغفهن بالقضايا الاجتماعية. عقدًا بعد عقد، من الخمسينيات حتى الوقت الحاضر، تناقش وودز بصراحة الجوانب الإيجابية والسلبية للأحداث الرئيسية التي أدت إلى لحظة انتصار حين يعتقد النساء أخيرًا أنهن قد اخترقن إلى السلطة السياسية الحقيقية – لتكتشف أن تحديات جديدة تظل قائمة.
تفحص الكاتبة بعض الأساطير حول النساء كناخبات ومرشحات، وتحكي قصصًا عن شخصيات زاهية مثل بيلا أبزوج وبيتي فريدان. كما تقدم نصائح تفصيلية خطوة بخطوة حول كيفية أن تصبح المرء مرشحًا، وتصف من خلال تجربتها الشخصية لحظات مثل جلسات كلارنس توماس/أنيتا هيل، وعام 1992 “عام المرأة”، وتعيين جانيت رينو وروث بادر جينسبورغ، وسباقها الذي فتح الطريق نحو مقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي في ولاية ميزوري عام 1982.
“التقدم نحو السلطة” سيثير إعجاب القراء العامين وطلاب تاريخ النساء. فقد تحولت أمريكا من خلال ثورة قامت بتغيير العلاقات الشخصية والعامة بين الرجال والنساء. والسؤال الذي يظل قائمًا هو: كيف ستستخدم النساء القوة التي اكتسبنها؟ “التقدم نحو السلطة” يقدم إجابة ملهمة على هذا السؤال.