فيلم “This Changes Everything” والبحث في التفاوت بين الجنسين في هوليوود
في عالم صناعة السينما، تُعد هوليوود واحدة من أبرز وأهم المراكز التي تساهم في تشكيل الوعي الاجتماعي والثقافي على مر الأجيال. وعلى الرغم من أنها تشهد تطوراً ملحوظاً في مجال الفن والإبداع، فإن الواقع الذي يعكسه الكثير من الأعمال السينمائية يبقى متأثراً بعدد من القضايا التي تعيق تقدم المساواة بين الجنسين. فيلم “This Changes Everything” الوثائقي الذي أخرجه توم دوناهيو يسلط الضوء على واحدة من هذه القضايا الجوهرية، وهي التفاوت بين الجنسين في هوليوود. من خلال عرض قصص مبدعات معروفات في الصناعة السينمائية، يعرض الفيلم حقائق صادمة تكشف عن التحديات التي تواجهها النساء في صناعة السينما، سواء أمام الكاميرا أو خلفها.
الفيلم كوثائقي:
“This Changes Everything” هو فيلم وثائقي مدته 96 دقيقة، أُضيف إلى منصات العرض في 15 يوليو 2021، لكنه تم إنتاجه في عام 2019. تصنيف الفيلم هو TV-MA مما يعني أن محتواه مناسب فقط للمشاهدين البالغين، نظراً للموضوعات الحساسة التي يتناولها. الفيلم يستعرض بشكل عميق التفاوت بين الجنسين في هوليوود، ويقدم شهادات من ممثلات ومخرجات معروفات، بما في ذلك من تحدثن عن تجاربهن الشخصية وصراعاتهن في صناعة السينما.
التركيز على مخرجات وممثلات هوليوود:
الفيلم يعرض آراء وتجارب مجموعة من أشهر المخرجات والممثلات اللواتي شاركن في صناعة هذا العمل الوثائقي، ولكن المثير في الأمر هو أن الطابع الجماعي لتلك الآراء يشير إلى أن النساء قد تعرضن لتمييز واضح في مختلف مراحل حياتهن المهنية، سواء في مرحلة الاختيار للأدوار أو في مرحلة الإنتاج والإخراج. يتناول الفيلم تجربة بعض الأسماء الشهيرة مثل شري كودينجتون و ريبيكا ميرينج و أنجيلا بونغين والعديد من النساء اللواتي تحدثن بصراحة عن التحديات التي واجهنها، سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
القضايا التي يطرحها الفيلم:
يناقش الفيلم قضية التمييز الجنسي في هوليوود من جوانب متعددة، حيث يُظهر كيف أن النساء لا يحصلن على فرص متساوية للعمل في أدوار البطولة مقارنة بالرجال، وكيف أن فرص الإخراج والإنتاج والتصميم تبقى أقل من نصيبهن بكثير. كما يتناول قضية الرواتب المتفاوتة بين الرجال والنساء في نفس المناصب، الأمر الذي يعكس قلة الاعتراف بقدرات النساء في هذا المجال. يوضح الفيلم أيضا التمثيل النمطي في الأفلام، حيث تظل الشخصيات النسائية غالباً مقيدة بمفهوم محدد ومبتذل للجمال والدور الاجتماعي، بعيداً عن التنوع أو التقدير الحقيقي للقدرة الإبداعية للنساء.
الحلول والتغيرات المطلوبة:
يقدم الفيلم بعض الحلول والتوجهات التي يمكن أن تساهم في تغيير الواقع المرير الذي يواجه النساء في هوليوود. أهم هذه الحلول هو تمكين النساء من التواجد بشكل أكبر خلف الكاميرا، سواء كمخرجات أو كمنتجات أو ككاتبات. ويشدد على ضرورة زيادة تمثيل النساء في الأدوار القيادية داخل الاستوديوهات والشركات الإنتاجية، الأمر الذي سيمكنهن من اتخاذ قرارات تؤثر بشكل إيجابي على الصناعة.
كما يبرز الفيلم ضرورة دعم المبادرات التي تشجع على المساواة بين الجنسين، مثل فتح المزيد من الفرص للشابات الطموحات في صناعة الأفلام ورفع الوعي حول القضايا المتعلقة بالتمييز الجنسي في مجال الفن.
النتائج المتوقعة والتأثير على صناعة السينما:
من خلال تسليط الضوء على هذه القضايا، يهدف فيلم “This Changes Everything” إلى فتح حوار حول دور النساء في صناعة السينما العالمية وضرورة دعمهن لضمان مهنية وعدالة أكبر في هذا المجال. يعكس الفيلم كيف أن التغيير لا يتم فقط من خلال الاعتراف بالمشكلة، بل من خلال العمل الجماعي والمثابرة على تحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين. من المتوقع أن يكون هذا العمل الوثائقي دافعاً للعديد من النساء داخل هوليوود وخارجها للمطالبة بحقوقهن وبفتح مجالات جديدة للنهوض بهذه الصناعة بطرق أكثر تنوعاً وشمولية.
خاتمة:
في النهاية، يعد فيلم “This Changes Everything” من الأفلام الوثائقية التي تُظهر التحديات الكبيرة التي تواجه النساء في هوليوود، ويؤكد على ضرورة إحداث التغيير من أجل ضمان فرص متساوية وواقعية للفتيات والشابات الطامحات للعمل في مجال السينما. يشجع الفيلم على التفكير في التغيير العميق الذي يجب أن يحدث في هوليوود ليصبح هذا المجال أكثر انفتاحاً على العدالة والمساواة بين الجنسين.