عدد العظام في جسم الإنسان

كم عظمة في الإنسان؟

يُعتبر هيكل الإنسان العظمي واحدًا من أعظم الإنجازات البيولوجية التي تميز هذا الكائن الحي. حيث يتكون هذا الهيكل من مجموعة معقدة من العظام التي تلعب دورًا حيويًا في دعم الجسم، والحفاظ على شكله، وحمايته، إضافة إلى دعم الحركة. من المهم عند الحديث عن العظام أن نتعرف أولاً على تركيب الهيكل العظمي وأعداد العظام المختلفة في الجسم البشري. هذا المقال سيغطي تفاصيل هذا الموضوع بشكل مفصل، موضحًا عدد العظام في الإنسان ووظائفها، مع تسليط الضوء على التغيرات التي قد تطرأ على هذا العدد أثناء مراحل الحياة المختلفة.

الهيكل العظمي البشري: التكوين والوظائف

الهيكل العظمي للإنسان يتكون من 206 عظمة في المتوسط، ويعتبر ذلك عددًا ثابتًا تقريبيًا لمعظم البالغين. إلا أن هذا العدد قد يختلف في بعض الحالات، مثل وجود عظام إضافية في بعض الأفراد نتيجة للطفرة الجينية أو النمو غير الطبيعي. تتوزع هذه العظام في الجسم البشري عبر هيكل عظمي محوري وهيكل عظمي طرفي.

الهيكل العظمي المحوري

الهيكل العظمي المحوري يشمل العظام التي تكون جزءًا من المحور المركزي للجسم. هذه العظام هي:

• الجمجمة: التي تتكون من 22 عظمة موزعة بين العظام الكبيرة والصغيرة التي تحيط بالدماغ.

• العمود الفقري: يتكون من 33 فقرة، منها 24 فقرة حرة، وتنقسم إلى ثلاث مناطق رئيسية: الفقرات العنقية (سبع فقرات)، الفقرات الصدرية (اثني عشر فقرة)، والفقرات القطنية (خمس فقرات). بالإضافة إلى هذه الفقرات، توجد فقرات العجز والعصعص التي تشكل جزءًا من الهيكل العظمي المحوري.

• الضلع: يتكون من 12 زوجًا من الأضلاع التي تحيط بالقلب والرئتين، وكل ضلع يتصل بالفقرات الصدرية.

• عظمة القص: وهي العظمة التي تقع في وسط الصدر وتربط الأضلاع معًا.

الهيكل العظمي الطرفي

الهيكل العظمي الطرفي يشمل العظام التي تشكل الأطراف العلوية والسفلية، وهو الهيكل الذي يتيح لنا القدرة على الحركة والمشي. يتكون من:

• الأطراف العلوية: تحتوي على 64 عظمة في اليدين والذراعين، تشمل عظام العضد، والساعد، والمعصم، والأصابع.

• الأطراف السفلية: تحتوي على 62 عظمة في الساقين والقدمين، وتشمل عظام الفخذ، والساق، والكاحل، والأصابع.

تغييرات في عدد العظام خلال الحياة

عندما نولد، يمتلك الطفل حوالي 270 عظمة، لكن مع مرور الزمن، هذه العظام تتحد أو تندمج لتشكل عظامًا أكبر وأكثر قوة. على سبيل المثال، العديد من العظام الصغيرة التي توجد في العمود الفقري لدى الطفل تندمج مع بعضها لتصبح عظامًا أكبر مع مرور السنوات. وتستمر هذه العملية حتى مرحلة البلوغ حيث يصبح عدد العظام في الجسم 206 عظمة، وذلك بسبب الاندماج الطبيعي لبعض العظام.

واحدة من التغيرات المهمة التي تحدث في جسم الإنسان هي في تركيب العظام، إذ تبدأ بعض العظام في التحول إلى عظام أصغر أو تتآكل تدريجيًا بسبب التقدم في السن، مما يؤدي إلى قلة مرونة العظام وقدرتها على تحمل الأوزان الثقيلة.

تركيب العظام: الأنسجة والخلايا

العظام ليست مجرد هياكل جامدة، بل هي أنسجة حية تتجدد باستمرار. تتكون العظام من عدة أنواع من الأنسجة والخلايا التي تشكل بنيتها الداخلية:

1. النسيج العظمي الكثيف: هو النسيج الذي يشكل الجزء الخارجي من العظم ويمنحه صلابته وقوته.

2. النسيج العظمي الإسفنجي: وهو النسيج الموجود داخل العظم الذي يحتوي على تجاويف صغيرة تمتلئ بالنخاع العظمي، حيث يتم إنتاج خلايا الدم.

3. الخلايا العظمية: وهي الخلايا التي تعمل على تكوين العظام، مثل خلايا “الأوستيوبلست” التي تبني العظم، و”الأوستيوكلاست” التي تكسر العظام لإعادة تشكيلها، و”الأوستيوسايت” التي تحافظ على العظم.

العظام والوظائف الحيوية في الجسم

تتعدد الوظائف التي تقوم بها العظام في الجسم البشري، ويعد بعضها أساسيًا لاستمرار الحياة، مثل:

1. الدعم الهيكلي: توفر العظام الدعم للبنية العامة للجسم، مما يسمح للأعضاء الداخلية بالاستقرار في أماكنها.

2. الحركة: تعمل العظام كمفاصل تسمح بحركة الأطراف، سواء كانت حركة إرادية (مثل المشي) أو لا إرادية (مثل حركة القلب).

3. الحماية: تحمي العظام الأعضاء الحيوية في الجسم مثل الدماغ والقلب والرئتين من الصدمات.

4. إنتاج خلايا الدم: يقوم النخاع العظمي في العظام بإنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية.

5. تخزين المعادن: تقوم العظام بتخزين المعادن مثل الكالسيوم والفوسفور، وتعمل على إطلاقها عند الحاجة إلى الحفاظ على توازن المعادن في الجسم.

أهمية العظام في صحة الإنسان

صحة العظام أمر حيوي للحفاظ على توازن الجسم وقدرته على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية. يتعرض الإنسان مع تقدم العمر لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض التي تؤثر على العظام مثل هشاشة العظام، وهي حالة تؤدي إلى ضعف العظام وزيادة قابلية كسرها. كما أن التغذية السليمة، التي تشمل تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين D، تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على قوة العظام وصحتها.

إلى جانب ذلك، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خاصة تلك التي تتضمن رفع الأوزان أو التمارين التي تتحمل الوزن، يمكن أن تساعد في تعزيز كثافة العظام ومنع فقدانها.

أمراض العظام الشائعة

من أبرز الأمراض التي تصيب العظام:

• هشاشة العظام: وهي من أكثر الأمراض انتشارًا، حيث تصبح العظام هشة وسهلة الكسر.

• التهاب المفاصل: وهو اضطراب شائع يصيب المفاصل ويؤثر على الحركة.

• التشوهات العظمية: مثل مرض بلومر أو التقوس العظمي، الذي يؤدي إلى تشوه شكل العظام ويؤثر على وظائف الجسم.

العظام في ثقافات البشر

على الرغم من كون العظام جزءًا من هيكل الجسم البشري، إلا أنها كانت ولا تزال محط اهتمام ثقافي وفني. في العديد من الثقافات، يُنظر إلى العظام على أنها رموز القوة أو الموت أو الخلود. استخدم الإنسان العظام في الفن والديكور وحتى كأدوات وأسلحة في العصور القديمة. وفي الطب التقليدي، كانت العظام تُستخدم كعلاج لبعض الأمراض.

خاتمة

العظام هي أحد أعمق مكونات الجسم وأكثرها أهمية من حيث وظائفها البيولوجية والفيزيائية. يقدّر عدد العظام في الإنسان البالغ بــ 206 عظمة، مع تغييرات في العدد خلال مراحل الحياة المختلفة. الهيكل العظمي ليس مجرد هيكل ثابت، بل هو جزء حيوي من جسم الإنسان، إذ يساهم في الحركة، والحماية، والإنتاج البيولوجي لخلايا الدم، ويخزن المعادن الضرورية لصحة الجسم. الحفاظ على صحة العظام يتطلب العناية الجيدة بالتغذية السليمة، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن العوامل المسببة للأمراض التي تؤثر على صحة العظام.