أنواع الحمام

مقدمة حول الحمام

يُعد الحمام من أقدم أنواع الطيور التي عرفها الإنسان وارتبطت به عبر العصور المختلفة، حيث تمت تربية الحمام لأغراض متعددة منها الزينة، الرياضة، الأكل، والتواصل البريدي قديماً. يتميز الحمام بتنوع أنواعه وسلالاته التي تنتشر في مختلف أنحاء العالم، حيث يضم هذا الطائر مئات الأصناف التي تختلف من حيث الشكل، الحجم، اللون، السلوك، وحتى القدرات الجسدية. وللحمام مكانة خاصة بين الطيور بسبب سهولة تربيته وقدرته العالية على التكيف مع البيئات المختلفة.

تتعدد أنواع الحمام بشكل كبير إلى درجة يصعب معها حصرها في قائمة واحدة، لكنها تصنف عموماً إلى أربع فئات رئيسية: حمام الزينة، حمام السباق أو الطيران، حمام الطعام (اللاحم)، والحمام البري. لكل فئة من هذه الفئات خصائص محددة تجعلها مميزة عن غيرها، كما أن كل نوع يحمل صفات وراثية وسلوكية معينة تلبي احتياجات المربين والهواة.

أولاً: حمام الزينة

خصائص حمام الزينة

يُربى حمام الزينة أساساً لجماله وشكله الفريد وألوانه المتنوعة. يتمتع هذا النوع بأحجام وأشكال مختلفة من الريش وتنوع في ألوان العيون والأقدام، كما يُعرف بتناسق الجسم وأناقة الحركة.

أشهر أنواع حمام الزينة

1. الحمام النفاخ (Pouter Pigeon):
   يتميز بقدرته على نفخ حوصلته بشكل ملحوظ ليظهر بحجم أكبر مما هو عليه، وله أنواع عديدة تختلف حسب حجم التضخم وشكل الجسم.

2. الحمام الهندي (Indian Fantail):
   يمتلك ذيلاً مروحي الشكل يُشبه ذيل الطاووس، وغالباً ما تكون وقفته قائمة مع بروز الصدر للأمام.

3. الحمام الجعفري (Frillback Pigeon):
   يتصف بريشه المجعد الملتف خاصة في منطقة الأجنحة والظهر، ويأتي بألوان متعددة تزيد من جاذبيته.

4. الحمام البخاري (Bokhara Trumpeter):
   يعرف بريشه الكثيف حول الرأس والأرجل، كما يصدر أصواتاً مميزة تُشبه النفخ.

5. الحمام الهزاز (Fantail Pigeon):
   يتميز بوضعية جسمه المائلة إلى الخلف مع رفع الذيل بشكل دائم، مما يمنحه مظهراً راقصاً جذاباً.

أهمية حمام الزينة

حمام الزينة يحظى بشعبية واسعة بين الهواة في جميع أنحاء العالم، ويُشارك غالباً في معارض ومسابقات جمالية تعتمد على معايير دقيقة تشمل حجم الطائر، شكل الريش، الألوان، والحركة. يحتاج هذا النوع من الحمام إلى عناية خاصة لضمان نظافة ريشه وصحته.

ثانياً: حمام السباق والطيران

خصائص حمام السباق

يتم تربية حمام السباق لما يمتلكه من قدرة فائقة على الطيران لمسافات طويلة بسرعة عالية مع قدرة مدهشة على العودة إلى موطنه الأصلي بدقة بالغة. يعتمد سباق الحمام على إطلاق الطيور من أماكن بعيدة واحتساب الزمن اللازم لوصولها إلى موطنها.

أشهر أنواع حمام السباق

1. الحمام الزاجل (Homing Pigeon):
   أشهر الأنواع المستخدمة في سباقات الحمام، يتميز بقدرته الفريدة على تحديد الاتجاهات والعودة لمسافات تصل إلى مئات الكيلومترات.

2. الحمام الباكستاني الطيار (Pakistani Highflyer):
   يتمتع بقدرة على الطيران على ارتفاعات شاهقة لفترات طويلة تصل إلى عدة ساعات.

3. الحمام التمبلر (Tippler Pigeon):
   مشهور بتحمله للطيران المتواصل لساعات طويلة قد تصل إلى 20 ساعة متواصلة دون توقف.

أهمية حمام السباق

حمام السباق يتم تدريبه على مراحل منذ صغره، ويُعتمد عليه في تنظيم سباقات رسمية في مختلف دول العالم. ويُعتبر هذا النوع من أكثر الأنواع التي تتطلب جهداً وعناية مستمرة من حيث التغذية والتدريب والمراقبة الصحية الدقيقة.

ثالثاً: الحمام اللاحم

خصائص الحمام اللاحم

يُربى الحمام اللاحم خصيصاً لإنتاج اللحم لما يتمتع به من بنية جسدية قوية وحجم كبير ووزن مناسب. يتميز هذا النوع بسرعة نموه وكثرة إنتاجه.

أشهر أنواع الحمام اللاحم

1. حمام كينج (King Pigeon):
   يعد من أفضل الأنواع لإنتاج اللحم، يتميز بجسم ممتلئ ورأس صغير نسبياً وأجنحة قصيرة.

2. حمام الموندين (Mondain Pigeon):
   يتمتع بحجم كبير ويصل وزنه إلى أكثر من 1 كغ، يُعتبر من الأنواع الممتازة من حيث جودة اللحم.

3. الحمام الفرنسي كارنو (French Carneau):
   يشتهر بسرعة النمو وكثافة اللحم مع قدرة إنتاجية عالية خلال فترة قصيرة.

4. الحمام الروماني (Roman Pigeon):
   يمتلك جسماً ضخماً ومناسب جداً لأغراض التربية الغذائية.

أهمية الحمام اللاحم

يُعد الحمام اللاحم أحد مصادر البروتين الحيواني في بعض الدول، حيث يُربى بكثافة تجارية لإنتاج الحمام المعد للأكل في المطاعم والأسواق. يتطلب هذا النوع من الحمام عناية غذائية خاصة وبرامج تربية دقيقة لضمان تحقيق أفضل معدلات إنتاجية.

رابعاً: الحمام البري

خصائص الحمام البري

الحمام البري يعيش غالباً في الطبيعة بعيداً عن تدخل الإنسان، وله قدرة كبيرة على التأقلم مع البيئات المختلفة مثل الغابات، الجبال، والسواحل.

أشهر أنواع الحمام البري

1. الحمام الجبلي (Rock Dove):
   يعتبر الجد الأساسي لجميع سلالات الحمام المستأنس، يتميز بلونه الرمادي مع خطوط سوداء على الأجنحة.

2. الحمام الأخضر (Green Pigeon):
   يعيش في المناطق الاستوائية، وله لون أخضر يغطي معظم أجزاء جسمه مما يساعده على التمويه في الطبيعة.

3. الحمام الوردي (Pink Pigeon):
   نوع نادر يوجد في جزيرة موريشيوس، يتميز بلون وردي على معظم أجزاء جسمه ويُعتبر مهدداً بالانقراض.

4. الحمام ذو التاج (Victoria Crowned Pigeon):
   يعد من أجمل أنواع الحمام البري، يتمتع بريش تاجي فريد على الرأس مع لون أزرق مائل للرمادي.

أهمية الحمام البري

الحمام البري يلعب دوراً بيئياً هاماً في الحفاظ على توازن النظم البيئية، حيث يساهم في نشر بذور النباتات والتوازن الطبيعي لسلاسل الغذاء. كما يشكل هدفاً لبعض الصيادين في الأرياف ويُعتبر مصدراً غذائياً في بعض المناطق الريفية.

الفروقات بين أنواع الحمام

يوضح الجدول التالي مقارنة شاملة بين الفئات الرئيسية للحمام:

العوامل المؤثرة في اختيار نوع الحمام

اختيار نوع الحمام يعتمد على مجموعة من العوامل التي تحدد الغاية من التربية والإمكانيات المتاحة للمربي. من أبرز هذه العوامل:

• الهدف من التربية: هل الغرض تجاري، ترفيهي، رياضي أم بيئي؟

• المكان المتاح: بعض الأنواع تحتاج لمساحات واسعة وأقفاص متخصصة.

• القدرة المالية: بعض الأنواع تتطلب استثمارات مالية أعلى سواء في التغذية أو العناية الصحية.

• الوقت المخصص: حمام السباق وحمام الزينة يتطلبان وقتاً وجهداً أكبر من الحمام اللاحم أو الحمام البري.

العناية العامة بجميع أنواع الحمام

التغذية

التغذية من أهم عناصر نجاح تربية الحمام. يحتاج الحمام إلى مزيج متوازن من الحبوب مثل القمح، الذرة، الشعير، البازلاء، بالإضافة إلى مكملات غذائية تحتوي على الكالسيوم والفيتامينات لضمان صحة العظام والريش.

النظافة

النظافة الدورية للمساكن والأقفاص ضرورية جداً لتجنب الأمراض والطفيليات مثل القمل والفاش. كما يجب تغيير مياه الشرب يومياً وتنظيف أوعية الطعام.

الرعاية الصحية

الاهتمام بالتحصينات ضد الأمراض الشائعة مثل السالمونيلا، النيوكاسل، والكوليرا ضروري للحفاظ على صحة الحمام خاصة في المزارع الكبرى. كما يجب مراقبة سلوك الحمام للكشف المبكر عن أي علامات مرضية.

التربية والتكاثر

يفضل توفير أعشاش مريحة ومناسبة لعملية التزاوج والتكاثر. تضع الأنثى عادة بيضتين في كل بطن، ويقوم الذكر والأنثى بتناوب احتضان البيض حتى الفقس. تختلف معدلات الإنتاج من نوع لآخر، حيث يتميز الحمام اللاحم بارتفاع معدل التفقيس والإنتاج مقارنة بحمام الزينة.

خاتمة

تعتبر أنواع الحمام من أكثر الطيور تنوعاً وفائدة في حياة الإنسان، حيث يقدم الحمام مزيجاً فريداً من الجمال والمتعة والفائدة الاقتصادية. سواء أكان الغرض من تربيته هو الزينة أو السباق أو الإنتاج الغذائي، فإن كل نوع من هذه الأنواع يتطلب اهتماماً خاصاً ومعرفة تفصيلية بخصائصه ومتطلباته. لقد ساهمت تربية الحمام على مر العصور في إثراء الثقافة البشرية وأضحت جزءاً من تراث العديد من الشعوب حول العالم.

المراجع:

• Pigeon Genetics and Breeding: A Practical Guide, Rev. Dr. Axel Sell

• The Pigeon, Wendell Levi