في عمق أراضي الخيال العسكري، يقدم جون ماركو روايته الثانية بعنوان “التصميم العظيم”، الجزء الثاني من سلسلة “الطغاة والملوك”، والتي تعتبر تكملة لروايته الأولى “ذئب نار”. تجري أحداث القصة في عالم يسوده الصراع والتنافس على السلطة، حيث يجد البطل الشهير، الأمير ريتشيوس فانتران، الملقب بـ “ذئب نار”، نفسه مرة أخرى عالقًا بين قوتين لا تقاومان، وقد تؤدي خياراته إلى تغيير مجريات العالم.
تبدأ الرواية بعد الحرب المدمرة التي شنها أركوس، حيث يضطر الأمير ريتشيوس إلى الفرار إلى المنفى برفقة زوجته ديانا وابنتهما الصغيرة شاني. في هذه الأثناء، وبوفاة الإمبراطور، تنفجر حرب أهلية في نار، مما يفتح المجال لصراع جديد بين المتعصبين الدينيين الذين يتبعون بيشوب هيريث، ويتبعون نور الله، وبين أتباع الكونت بياجيو الذين لا يرحمون والذين يقودون النهضة السوداء.
كل من بيشوب هيريث وكونت بياجيو يعتقدان بأنهما المختاران لقيادة نار. هيريث، الرجل الصارم في دفاعه عن معتقداته الدينية، وبياجيو، المعروف بدهائه ومكره، يسعى للسيطرة الكاملة على السلطة. تتصاعد الأحداث بتطور آلات الحرب الجديدة المروعة التي تزيد من فداحة المجازر بين الفصائل المتناحرة.
في ظل هذه الظروف، يُعرض على فانتران فرصة للتحالف مع فصيل ثالث ليأخذ ثأره من عدوه القديم بياجيو. ولكن بياجيو، بمهارته في الخداع والمكر، لديه خطة أكبر لجذب حلفاء فانتران الجدد إلى فخ محكم وخطير. ولفانتران، الذي يكن بياجيو له كراهية بالغة، يخبئ الكونت خطة أشد خبثًا: استهداف نقطة ضعف الأمير الوحيدة، ابنته البريئة شاني. ومن دون قصد، سيكون فانتران نفسه هو من يُمهد الطريق لمصير ابنته.
تُظهر الرواية كيف أن الشخصيات، بالرغم من نشأتها المختلفة، تتقاطع مساراتها في الصراع الدائر. فكونت بياجيو، الذي نشأ في أحضان الرفاهية، يخفي وراء تلك الحياة المترفة قلبًا من فولاذ يقوده لتحقيق أهدافه بكل عزم وإصرار. في حين أن بيشوب هيريث، الرجل الذي يحمل الإيمان في قلبه، يدافع عن معتقداته بكل قوة وعزيمة.
“التصميم العظيم” هو تجسيد لرواية الخيال العسكري التي تجمع بين عناصر الأكشن، التشويق، والتلاعب السياسي والديني في عالم مفعم بالصراعات والأهواء الشخصية، حيث تُحاك الدسائس وتُشيد المؤامرات التي قد تقلب موازين القوى بشكل جذري.