كتاب “Sneaking Into the Flying Circus: How the Media Turn Our Presidential Campaigns into Freak Shows” من تأليف ألكسندرا بيلوسي، يكشف عن الجوانب المثيرة والمُرهقة لحملات الانتخابات الرئاسية والدور الذي يلعبه الإعلام في تحويلها إلى استعراضات هزلية. بيلوسي، التي اشتهرت بفيلمها الحائز على جائزة إيمي “Journeys with George” وفيلم “Diary of a Political Tourist”، تقدم أولى أعمالها الأدبية بنظرة حميمية على الجانب الفوضوي والمُنهِك للحملات الرئاسية، وتصف الدور المسرحي الذي يلعبه الإعلام فيها.
رافقت بيلوسي الحملات الانتخابية بغية توثيق “الطقوس المهينة العبثية التي يتعين على مرشحينا الرئاسيين المرور بها”، مما يتيح للقارئ تجربة رحلة مدهشة وسريعة الوتيرة على غير المعتاد. ومن خلال تواجدها الشخصي مع مرشحي الانتخابات الرئاسية لعام 2004، حصلت بيلوسي على منظور مقرب للحياة اليومية في الحملات، بما في ذلك الإثارة الحقيقية التي تصاحب رؤية أمريكا، والجهد الدائم للمحطات الانتخابية التي لا تنتهي، والأمل وخيبة الأمل المرافقة لنتائج الاستطلاعات.
بينما يحاول المرشحون التمسك بالسيناريوهات المعدة مسبقًا، تأتي زاوية بيلوسي غير التقليدية لتكشف لنا عن صور صادقة للأشخاص الذين يتطلعون إلى الرئاسة. لكن الأهم من ذلك، أن نهج بيلوسي يكشف عن العيوب الجوهرية في تغطية الإعلام للانتخابات. كونها عضوًا سابقًا في فريق الصحافة الانتخابية، تقوم بيلوسي بتوجيه نظرتها الحادة نحو الإعلام، الذي يقوم بدوره بأداء طقوسه الخاصة في موسم الانتخابات: “في كل دورة انتخابية، يتحدى الصحفيون نظرية التطور، يعيشون معزولين في حافلة، مع قلة النوم، والاستحمام النادر، والكثير من الوجبات السريعة، يتنقلون من مدينة إلى أخرى للاستماع إلى نفس الخطاب مرارًا وتكرارًا. إنهم عالقون في علاقة غير صحية بين المؤسسة الإخبارية التي أرسلتهم للقيام بمهامها والحملة التي تحاول استغلالهم”.
وفي هذا السياق تكمن نقطة بيلوسي الأساسية: السياسيون والصحفيون لا يثقون ببعضهم البعض، وبالتالي، في تغطية الانتخابات وفي السياسة عمومًا، يصبح الصحفيون مقيدين تمامًا. حيث لا يقول المرشحون شيئًا غير معد مسبقًا، ويتعين على الصحفيين أن يكونوا ودودين للحفاظ على الوصول إلى المعلومات، تصبح الحملات الرئاسية الحديثة مجرد أحداث إعلامية. حيث يقوم السياسيون والصحفيون معًا بتكرار الروتين، ولا يدرك الناخبون حقيقة المرشحين.
ومع ذلك، تقول بيلوسي إن الجمهور ليس مغفلاً: “الجميع يعلم أن الإعلام لا يقدم لهم صورة دقيقة عن الشخص”. لذا، ليس من الغريب أن يشعر الناس باللامبالاة. ولكن من هو المسؤول عن ذلك؟ هل يدفع المرشحون الناس بعيدًا عن العملية السياسية، أم أن الإعلام هو الذي يبقيهم خارجها؟
كتاب “Sneaking into the Flying Circus” يقدم رؤية استقصائية وحيوية، تكشف العملية الانتخابية على حقيقتها: إنتاج احتفالي يتكرر كل أربع سنوات. كأمة وجمهور، نحن غالبًا ما نكون مستعدين لتعليق عدم التصديق – وغالبًا لا نستطيع المقاومة عندما يحاول المهرجون إشراكنا في الحدث. إنه، في النهاية، أعظم عرض على وجه الأرض.