التستوستيرون لعلاج نقص هرمون التستوستيرون عند الرجال (Hypogonadism)
يعد التستوستيرون من الهرمونات الأساسية في جسم الرجل، حيث يلعب دوراً مهماً في تطوير الخصائص الجنسية الثانوية، مثل نمو العضلات وكثافة العظام، بالإضافة إلى تحسين الحالة المزاجية والطاقة. وعند وجود نقص في مستويات هذا الهرمون، يُطلق على الحالة اسم “نقص التستوستيرون” أو “Hypogonadism”. يتسم هذا المرض بانخفاض في إنتاج التستوستيرون داخل الجسم، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الحياة اليومية للمصابين. تشمل هذه الأعراض التعب المستمر، ضعف الدافع الجنسي، التغيرات المزاجية، وفقدان الكتلة العضلية. في هذا السياق، يقدم العلاج بالتستوستيرون خياراً شائعاً لإعادة التوازن الهرموني في الجسم.
ما هو التستوستيرون وكيف يعمل في الجسم؟
التستوستيرون هو هرمون يفرز أساساً في الخصيتين عند الرجال وفي المبايض عند النساء. ومع تقدم العمر، أو نتيجة لبعض المشاكل الصحية مثل مرض السكري أو التهاب البروستاتا، قد يتعرض بعض الرجال لانخفاض مستويات التستوستيرون في الدم، مما يؤدي إلى حالة تعرف بنقص التستوستيرون. يساهم التستوستيرون في العديد من الوظائف الجسمانية المهمة بما في ذلك:
- تحفيز النمو العضلي: يعمل التستوستيرون على تحفيز إنتاج البروتين في الجسم، مما يساعد في بناء العضلات.
- تحفيز الرغبة الجنسية: يعد التستوستيرون الهرمون الرئيسي الذي يؤثر في الدافع الجنسي لدى الرجال.
- تحسين الحالة المزاجية والطاقة: يرتبط نقص التستوستيرون في الدم بتغيرات في المزاج، حيث يعاني العديد من المصابين من اكتئاب أو مشاعر التوتر.
- الحفاظ على كثافة العظام: يساعد التستوستيرون في الحفاظ على كثافة العظام، مما يقلل من خطر الإصابة بالكسور.
استخدام التستوستيرون في علاج نقص التستوستيرون
يتم استخدام التستوستيرون بشكل رئيسي في علاج حالات نقص التستوستيرون عند الرجال. ويمكن أن يتم العلاج بطرق متعددة تشمل:
- الهلام الموضعى (مثل أندروجيل Androgel): يتم تطبيقه على الجلد، حيث يتم امتصاصه تدريجياً عبر الجلد.
- الحقن العضلية: يمكن حقن التستوستيرون مباشرة في العضلات بانتظام، وهو الخيار الذي يلجأ له بعض المرضى عند عدم استجابة الجسم للعلاج الموضعى.
- اللاصقات الجلدية: يتم وضعها على الجلد ليتم امتصاص التستوستيرون بشكل تدريجي.
- الهلام الأنفي: الذي يتم تطبيقه داخل الأنف، حيث يعرض مستوى الهرمون للجسم بشكل مستمر.
تجربة أحد المرضى مع العلاج بالتستوستيرون
أحد المرضى الذين استخدموا العلاج بالتستوستيرون يعرض تجربته الشخصية في معالجة نقص التستوستيرون. وفقاً لهذا المريض، كان قد اكتشف في وقت لاحق أنه يعاني من انخفاض كبير في مستوى التستوستيرون، فقد قرر إجراء فحص للتأكد من مستوى الهرمون في جسمه، وكان النتائج منخفضة بشكل ملحوظ. ومن ثم، بدأ العلاج باستخدام هلام أندروجيل (Androgel). وبعد حوالي أربع ساعات من تطبيق الهلام، شعر بتغير ملحوظ في حالته النفسية، حيث بدأ يشعر بنشاط زائد وحيوية أكبر، بل وصل به الأمر إلى الشعور بحالة من “البهجة” التي شعر بها لأول مرة منذ فترة طويلة.
خلال الأيام التالية، استمر تحسن حالته، حيث تحسن مزاجه بشكل ملحوظ، وأصبح أقل شعوراً بالتعب. هذا التحسن في الحالة المزاجية والطاقة كان له تأثير كبير على حياته اليومية. وبعد مرور عام كامل من العلاج بأندروجيل، قرر الطبيب تغيير العلاج إلى فورتيستا (Fortesta) بسبب توقف التأمين عن تغطية أندروجيل. لكن المريض لاحظ أنه بعد أربعة أشهر من استخدام فورتيستا، بدأ يشعر بأن العلاج لم يكن فعالاً بما فيه الكفاية. وعليه، طلب من الطبيب زيادة الجرعة، لكنه اكتشف في نهاية المطاف أنه لا يمتص فورتيستا بشكل جيد. بعد عام من استخدامه، كانت مستويات التستوستيرون في جسمه منخفضة جداً (150) مما دفعه للتخلي عن هذا العلاج والانتقال إلى حقن التستوستيرون.
تقييم فعالية التستوستيرون
تتفاوت فعالية العلاج بالتستوستيرون من شخص لآخر، وقد أظهرت بعض الدراسات أن العلاج بالتستوستيرون يمكن أن يحسن مستويات الطاقة والمزاج بشكل كبير. ومع ذلك، قد لا يتناسب العلاج مع جميع المرضى بنفس الشكل. في حالة هذا المريض، كانت فعالية العلاج بالأندروجيل لفترة جيدة، ولكن بعد الانتقال إلى فورتيستا، لم يظهر نفس التأثير، مما يعكس أن امتصاص الجسم لهذا العلاج كان محدوداً.
من ناحية أخرى، يشير المريض إلى أنه سيبدأ قريباً في العلاج بحقن التستوستيرون بعد تجربة جميع الأشكال الأخرى من العلاج الموضعى، ويعتقد أن هذه الطريقة قد تكون هي الأنسب له، لأن الحقن توفر تأثيراً أسرع وأكثر فعالية.
تقييم الدواء من قبل المرضى
- التقييم الشخصي للمريض: وفقاً لتقييم المريض، كانت فعالية العلاج بالأندروجيل جيدة للغاية في البداية، لكنه لاحظ تراجع فعاليته مع مرور الوقت عند استخدام فورتيستا. هذا المريض أشار إلى أنه بدأ يشعر بتحسن كبير في مستويات الطاقة والمزاج بعد فترة قصيرة من بدء العلاج. وقد أشار إلى أن البدائل الأخرى مثل فورتيستا لم تكن فعالة كما كان يتمنى.
- التقييم العام للأدوية: بالنسبة للعديد من المرضى، قد تكون الحقن هي الخيار الأكثر فعالية، خاصة إذا كانت هناك مشكلة في امتصاص الأدوية الموضعية أو إذا كانت الجرعات الموضعية لا تقدم نتائج كافية.
الموافقة والتوصية
تمت الموافقة على التستوستيرون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 13 مايو 2014 لعلاج نقص التستوستيرون عند الرجال. يعد التستوستيرون من الأدوية التي يمكن أن توفر تحسينات ملموسة في نوعية الحياة للرجال الذين يعانون من نقص هذا الهرمون، خاصة في ما يتعلق بالحالة المزاجية والقدرة الجنسية والطاقة العامة. ومع ذلك، من المهم أن يتم استخدامه تحت إشراف طبي دقيق، حيث أن استخدامه قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أو تأثيرات على الخصوبة.
الاستنتاج
في النهاية، يعد التستوستيرون خياراً مهماً للرجال الذين يعانون من نقص الهرمون. لكن كما هو الحال مع جميع العلاجات الطبية، فإن فعاليته قد تختلف من شخص لآخر، ويمكن أن يتطلب الأمر عدة محاولات لتحديد العلاج الأنسب. يتطلب استخدام التستوستيرون متابعة طبية مستمرة للتأكد من أن العلاج لا يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها وأن مستويات الهرمون في الدم تبقى ضمن الحدود الطبيعية.