6 نصائح للتخلص من عادة العض عند الأطفال

تُعدّ عادة العض من العادات الشائعة التي قد يمر بها الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة، وتسبب توتراً للأهل والمعلمين على حد سواء. هذه العادة التي تظهر غالباً بين عمر سنة وحتى أربع سنوات، تنبع في الغالب من عدة أسباب نفسية وسلوكية، مثل التعب، الغضب، التوتر، أو الحاجة إلى التعبير عن مشاعر غير مفهومة بعد. رغم أن هذه المرحلة طبيعية إلى حد كبير، إلا أن استمرار العض قد يؤدي إلى مشاكل اجتماعية وسلوكية تؤثر على الطفل ومستوى تفاعله مع البيئة المحيطة به. لهذا، من الضروري تبني استراتيجيات فعالة تساعد على التخلص من هذه العادة بطريقة علمية ومدروسة.

أسباب عادة العض عند الأطفال

لفهم كيفية التعامل مع هذه العادة، من المهم أولاً التعرف على أسبابها، إذ تختلف دوافع العض من طفل إلى آخر، وأحياناً تتداخل عدة أسباب مع بعضها. يمكن تلخيص الأسباب الأكثر شيوعاً في النقاط التالية:

• التواصل العاطفي غير المكتمل: يعض الطفل أحياناً لأنه لم يتعلم بعد التعبير عن مشاعره بالكلام، مثل الغضب أو الإحباط.

• المرحلة التسنينية: قد يلجأ الطفل إلى العض كطريقة للتخفيف من آلام التسنين، حيث يساعد العض على تخفيف الألم والحكة في اللثة.

• الضغط والتوتر: في بعض الأحيان يكون العض رد فعل على توتر أو قلق يعاني منه الطفل نتيجة ظروف بيئية غير مستقرة أو تغيرات في الروتين.

• الرغبة في لفت الانتباه: قد يتعلم الطفل أن العض يجذب انتباه الآخرين، حتى وإن كان سلبياً، فيستخدم هذه الطريقة كأداة تواصل.

• تكرار التعلم: أحياناً يبدأ الطفل بملاحظة سلوكيات مشابهة في الأطفال الآخرين أو في الأسرة، فيقلدهم بالعض.

معرفة السبب الرئيسي وراء هذه العادة تساعد في اختيار الطريقة الأمثل للتعامل معها.

تأثير عادة العض على الطفل والمحيطين به

عادة العض ليست مجرد سلوك غير محبب، بل قد تؤدي إلى مشاكل أعمق تؤثر على الطفل والمجتمع المحيط به. تشمل هذه التأثيرات:

• المشاكل الاجتماعية: قد يُرفض الطفل من قبل أقرانه بسبب سلوكه العدواني، مما يؤدي إلى عزلة اجتماعية.

• الأذى الجسدي: العض قد يسبب ألمًا وإصابات في الجلد للطفل نفسه وللآخرين.

• تدهور العلاقات الأسرية: قد يشعر الأهل بالإحباط أو القلق بسبب عدم قدرة الطفل على التحكم في سلوكه، مما يزيد من التوتر داخل الأسرة.

• تأثير نفسي على الطفل: استمرار هذه العادة قد يخلق شعوراً بالذنب أو الخوف من العقاب، مما يؤثر على احترام الذات والراحة النفسية.

لذلك، من الضروري التدخل المبكر لوضع حد لهذه العادة قبل أن تتفاقم المشاكل.

6 نصائح عملية للتخلص من عادة العض عند الأطفال

1. التعرف على المحفزات وتجنبها

الخطوة الأولى في التعامل مع عادة العض هي ملاحظة الظروف التي تحدث فيها عادة العض بشكل متكرر. هل يعض الطفل عندما يكون متعباً؟ أو جائعاً؟ أو يشعر بالإحباط؟ معرفة هذه المحفزات تساعد في تقليل فرص حدوث السلوك من خلال تعديل البيئة أو الروتين اليومي. مثلاً، إذا كان العض يحدث عند شعور الطفل بالجوع، فمن المهم الحرص على إطعامه في الوقت المناسب. وإذا كانت الأسباب نفسية، فينبغي تقديم الدعم العاطفي والطمأنينة.

2. تعليم الطفل التعبير عن مشاعره بالكلام

يمثل النطق والتواصل بالكلام بدائل فعالة للعض. يمكن تعليم الطفل عبارات بسيطة للتعبير عن غضبه أو إحباطه، مثل قول “أنا غاضب” أو “لا أحب هذا”. يشمل ذلك تدريب الطفل على استخدام الكلمات أو الإيماءات كوسيلة للتواصل بدلاً من السلوك العدواني. هنا، يُعتبر الصبر والتكرار مفتاحين مهمين، مع مدح الطفل وتشجيعه عند استخدامه الكلمات بدلاً من العض.

3. استخدام تقنيات التهدئة وتوجيه الطاقة السلبية

في أوقات التوتر أو الغضب، يحتاج الطفل إلى تعلم كيفية تهدئة نفسه بطرق صحية. يمكن استخدام تمارين التنفس العميق، أو تقديم ألعاب عض آمنة مثل ألعاب العض الخاصة بالتسنين، والتي تخفف من الحاجة إلى العض على الجسم أو الآخرين. كما يمكن توجيه طاقة الطفل السلبية من خلال النشاطات البدنية أو الألعاب التي تساعد على تفريغ الحماس والعصبية بشكل بناء.

4. وضع قواعد واضحة وثابتة

من الضروري وضع قواعد واضحة للطفل تتعلق بالسلوك المقبول وغير المقبول. مثلاً، ينبغي أن يعرف الطفل أن العض غير مسموح به وأن هناك عواقب لهذا السلوك مثل إيقاف اللعب لفترة قصيرة. لا بد من تطبيق هذه القواعد بحزم وهدوء دون استخدام العقاب القاسي، مع شرح بسيط للطفل عن سبب منع العض وأهمية الاحترام.

5. المكافأة الإيجابية على السلوك الجيد

تطبيق نظام المكافآت يشجع الطفل على تكرار السلوكيات المرغوبة. يمكن مكافأة الطفل عندما يتحكم في نفسه ولا يعض أحداً، سواء من خلال كلمات التشجيع، أو إعطائه وقتاً إضافياً للعب، أو تقديم هدايا صغيرة. هذا الأسلوب يعزز الشعور بالإنجاز ويرسخ فكرة أن السلوك الإيجابي يُكافأ، ما يقلل من تكرار السلوك العدواني.

6. طلب المساعدة المهنية عند الحاجة

إذا استمرت عادة العض رغم المحاولات العديدة، أو كان السلوك شديداً ومصحوباً بعلامات قلق أو توتر نفسي، فمن الضروري استشارة مختص نفسي أو طبيب أطفال. يمكن للمتخصص تقييم الحالة بشكل دقيق، وتقديم جلسات علاجية سلوكية أو نفسية تساعد الطفل على تجاوز هذه المرحلة. هذا التدخل قد يكون ضرورياً خاصة في حالات العض المتكرر أو التي تؤثر بشكل سلبي على تطور الطفل الاجتماعي والنفسي.

جدول توضيحي لأنواع الدعم والتقنيات المختلفة للتخلص من عادة العض

خلاصة

التخلص من عادة العض عند الأطفال يحتاج إلى صبر ووعي من قبل الأهل والمربين، إذ تتطلب العملية التعامل مع الأسباب الجذرية لهذه العادة، وتقديم بدائل صحية لتعبير الطفل عن مشاعره. من خلال مراقبة سلوك الطفل، توفير الدعم العاطفي، تعليم طرق التواصل الصحيحة، وتطبيق نظام واضح من القواعد والمكافآت، يمكن تحقيق تقدم ملحوظ في الحد من هذه العادة. وفي الحالات التي تتطلب تدخلاً أكثر عمقاً، لا بد من اللجوء إلى المساعدة المهنية لضمان نمو الطفل في بيئة نفسية واجتماعية صحية. العمل المستمر والمتكامل على هذه الجوانب يسهم في بناء شخصية الطفل السوية وتعزيز علاقاته مع محيطه بشكل إيجابي ومستدام.

المراجع:

1. American Academy of Pediatrics. (2018). “Guidance for Parents on Managing Aggressive Behavior in Children.”

2. Mayo Clinic. (2022). “Child biting: Causes and treatment.” https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/childrens-health/expert-answers/child-biting/faq-20057948