أعراض التهاب الأعصاب وعلاجها

أعراض التهاب الأعصاب

يُعد التهاب الأعصاب من الاضطرابات العصبية الشائعة التي تؤثر على الجهاز العصبي المحيطي، وهو شبكة الأعصاب التي تمتد من الدماغ والنخاع الشوكي إلى بقية أعضاء الجسم. يؤدي هذا الالتهاب إلى تعطيل وظيفة الأعصاب المصابة، مما يتسبب في ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض التي تختلف باختلاف نوع العصب المصاب، وشدة الالتهاب، وسببه الأساسي.

يُعرف التهاب الأعصاب طبيًا بمصطلح “الاعتلال العصبي الالتهابي”، ويندرج تحته أنواع متعددة مثل التهاب الأعصاب المحيطية، والتهاب العصب المفرد، والتهاب الأعصاب المتعدد. وقد يظهر نتيجة لعدة أسباب تشمل العدوى، أمراض المناعة الذاتية، التعرض للسموم، نقص الفيتامينات، الأمراض الاستقلابية، وغيرها.

أولًا: تصنيف التهاب الأعصاب حسب نوع العصب المصاب

تختلف الأعراض بشكل جوهري تبعًا لنوع العصب الذي يتعرض للالتهاب:

ثانيًا: الأعراض العامة الشائعة لالتهاب الأعصاب

رغم تباين الأعراض وفقًا لمكان الالتهاب، هناك مجموعة من العلامات العامة التي تُلاحظ في معظم الحالات، منها:

1. الألم العصبي الحاد أو المزمن

غالبًا ما يكون الألم أولى علامات التهاب الأعصاب، ويظهر بشكل مستمر أو متقطع. وقد يكون على هيئة:

• إحساس بالحرقان الشديد في المناطق المصابة.

• طعنات حادة تشبه الصدمات الكهربائية.

• ألم نابض في اليدين أو القدمين يزداد ليلًا.

• شعور بالضغط أو الانضغاط العصبي.

2. اضطرابات الحسّ

تُعد من أكثر الأعراض انتشارًا وتشمل:

• تنميل أو خدر في الأطراف، خاصةً في اليدين والقدمين.

• وخز يشبه وخز الإبر أو الدبابيس.

• حساسية مفرطة للمس، حتى عند ارتداء الملابس.

• فقدان الإحساس بدرجة الحرارة أو الألم.

3. الضعف العضلي وفقدان التحكم

عندما تصاب الأعصاب الحركية، تظهر الأعراض الحركية مثل:

• ضعف تدريجي في العضلات.

• صعوبة في حمل الأشياء أو الإمساك بها.

• فقدان التوازن.

• صعوبة في المشي أو صعود الدرج.

• شلل موضعي أو واسع النطاق حسب درجة الالتهاب.

4. اضطرابات في الجهاز العصبي الذاتي

إذا تأثرت الأعصاب التي تتحكم بالوظائف التلقائية في الجسم، تظهر أعراض مثل:

• انخفاض أو ارتفاع غير طبيعي في ضغط الدم.

• تعرّق غير طبيعي (زيادة أو نقصان).

• مشكلات في الجهاز الهضمي كالإمساك أو الإسهال.

• اضطرابات في ضربات القلب.

• جفاف العين أو الفم.

• اضطرابات في المثانة أو الانتصاب.

ثالثًا: الأعراض الخاصة بأنواع معينة من التهاب الأعصاب

1. التهاب العصب الخامس (العصب الثلاثي التوائم)

• ألم حاد في الوجه يشبه الصدمات الكهربائية.

• نوبات ألم تستمر من ثوانٍ إلى دقائق.

• تحفيز الألم عند لمس الوجه أو التحدث أو المضغ.

2. التهاب العصب السابع (العصب الوجهي)

• شلل نصفي في الوجه.

• تدلي في الجفن أو زاوية الفم.

• صعوبة في غلق العين أو الابتسام.

• تغيرات في حاسة التذوق.

3. التهاب العصب البصري

• فقدان جزئي أو كلي للرؤية في إحدى العينين.

• ألم في العين يزداد مع الحركة.

• رؤية ضبابية أو ألوان باهتة.

4. التهاب العصب الوركي (عرق النسا)

• ألم حاد يبدأ من أسفل الظهر ويمتد إلى الساق.

• خدر في الأطراف السفلية.

• ضعف عضلي في الساق أو القدم.

رابعًا: العوامل المؤثرة في شدة الأعراض

1. المدة الزمنية للالتهاب

• كلما كان التشخيص والعلاج مبكرًا، كانت الأعراض أقل حدة.

• الإهمال في العلاج يؤدي إلى تفاقم الألم وتلف دائم في الأعصاب.

2. السبب الكامن للالتهاب

• الالتهابات الناتجة عن العدوى أو الأمراض المناعية أكثر شدة.

• مرضى السكري يعانون غالبًا من أعراض مزمنة ومتفاقمة.

3. العمر والحالة الصحية العامة

• كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأعصاب وتكون أعراضهم أكثر تعقيدًا.

• نقص الفيتامينات، خاصةً B1 وB6 وB12، يؤدي إلى تفاقم الأعراض.

خامسًا: المضاعفات المحتملة في حال عدم العلاج

عدم علاج التهاب الأعصاب أو تأخير التدخل الطبي يمكن أن يؤدي إلى:

• تلف دائم في الأعصاب.

• فقدان كامل للحركة أو الإحساس في مناطق معينة.

• إصابة الأعضاء الداخلية مثل القلب والجهاز الهضمي بخلل وظيفي.

• التسبب بالاكتئاب والقلق نتيجة الألم المزمن.

• اضطرابات النوم الحادة بسبب الألم المستمر.

سادسًا: تشخيص التهاب الأعصاب من خلال الأعراض

يعتمد التشخيص الأولي لالتهاب الأعصاب على ملاحظة الأعراض المذكورة، ويتم تأكيد التشخيص عبر فحوص طبية تشمل:

• تخطيط الأعصاب والعضلات (EMG).

• فحوص الدم للكشف عن نقص الفيتامينات أو العدوى.

• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) في حال الشك بإصابة عصبية مركزية.

• اختبارات التوصيل العصبي (NCS).

سابعًا: الجدول التالي يوضح مقارنة بين الأنواع المختلفة لالتهاب الأعصاب من حيث الأعراض الرئيسية

ثامنًا: ملاحظات مهمة حول تكرار الأعراض

• قد تكون الأعراض مستمرة أو متقطعة.

• شدتها قد تتغير بين النهار والليل، وغالبًا ما تزداد ليلًا.

• بعض المرضى يشعرون بتحسن في الطقس الحار وسوء في الطقس البارد.

• الإجهاد البدني أو النفسي قد يزيد من حدة الأعراض.

تاسعًا: التوعية الصحية والوقاية

رغم أن بعض أنواع التهاب الأعصاب لا يمكن الوقاية منها، إلا أن اعتماد نمط حياة صحي يقلل من احتمالية تطورها، ومن أبرز وسائل الوقاية:

• الحفاظ على معدلات سكر الدم ضمن النطاق الطبيعي.

• الامتناع عن الكحول والسموم العصبية.

• تناول مكملات الفيتامينات بإشراف طبي.

• ممارسة الرياضة لتحفيز الدورة الدموية.

• المراجعة الدورية للطبيب عند ظهور أي أعراض عصبية.

المراجع:

1. Mayo Clinic. Peripheral neuropathy. https://www.mayoclinic.org

2. National Institute of Neurological Disorders and Stroke (NINDS). Neuropathy Information Page. https://www.ninds.nih.gov