التحولات: من الأدب إلى محو الأمية
مؤلفة: رجي روتمان
الناشر: هاينمان
تاريخ النشر: أغسطس 1988
في عالم التعليم، شهدت العقود الأخيرة تحولات كبيرة في طرق تدريس اللغة والأدب، حيث انتقل التركيز من النصوص الدراسية التقليدية والتمارين العملية إلى برامج قائمة على الأدب والتعلم الشامل للغة. تعد كتب مثل “التحولات: من الأدب إلى محو الأمية” للمؤلفة رجي روتمان من الأعمال التي تسهم في هذا التحول، حيث تقدم دعماً وتوجيهاً للمعلمين الراغبين في تحسين برامجهم التعليمية وتبني استراتيجيات جديدة في تدريس القراءة والكتابة.
محتوى الكتاب ورسالته
يسعى كتاب “التحولات” إلى تقديم رؤية واضحة وعملية للمعلمين الذين يواجهون صعوبة في تحقيق التغيير في برامج القراءة والكتابة لديهم. يُعنى الكتاب بتوجيه هؤلاء المعلمين الذين يشعرون بعدم الرضا عن البرامج الحالية لكنهم يفتقرون إلى الثقة أو المعرفة الكافية لإحداث تغيير ملموس. تستند رجي روتمان في كتابها إلى تجربتها الشخصية في مجال التعليم، حيث تشرح كيف يمكن للانتقال من استخدام النصوص الدراسية الموحدة إلى الأدب أن يكون له تأثير إيجابي على الطلاب والمعلمين على حد سواء.
تتضمن محتويات الكتاب استعراضاً لبرنامج تعليمي أثبت نجاحه في فصول دراسية معينة، ويقدم نصائح حول كيفية استفادة أي صف دراسي ابتدائي من التحول من النصوص القياسية إلى الأدب. تهدف روتمان إلى إلهام التفكير وتقديم المعرفة والإجراءات اللازمة للمعلمين والأهالي والإداريين لتحقيق هذا التغيير.
الأدب مقابل النصوص الدراسية
في الكثير من الأنظمة التعليمية، كانت النصوص الدراسية القائمة على المهارات والتمارين التقليدية تُستخدم كأدوات رئيسية لتعليم القراءة والكتابة. ومع ذلك، أثبتت الدراسات والتجارب أن استخدام الأدب في التدريس يمكن أن يكون له تأثير أكثر إيجابية على الطلاب. الأدب ليس مجرد وسيلة لتعلم المهارات اللغوية، بل هو مصدر غني للمعرفة والخيال الذي يساعد الطلاب على تطوير فهم أعمق للغة والنصوص.
يساهم الأدب في تعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداعي، ويساعد الطلاب على بناء علاقات عاطفية مع النصوص. هذه التجربة الأدبية تجعل القراءة والكتابة أكثر جاذبية وذات مغزى، مما يؤدي إلى تحسين التحصيل الأكاديمي وزيادة الدافع للتعلم.
استراتيجيات التحول إلى الأدب
تقدم رجي روتمان في كتابها استراتيجيات عملية لتحقيق هذا التحول. تبدأ هذه الاستراتيجيات بفهم عميق لمبادئ التعلم الشامل للغة، الذي يتضمن دمج القراءة والكتابة والتحدث والاستماع في سياقات أدبية حقيقية. توصي روتمان باستخدام مجموعة متنوعة من النصوص الأدبية، بما في ذلك الروايات والقصص القصيرة والشعر، لتنمية مهارات الطلاب بشكل متكامل.
كما تشير إلى أهمية توفير بيئة تعليمية تشجع على استكشاف النصوص الأدبية والبحث عن معاني أعمق. يمكن تحقيق ذلك من خلال الأنشطة التي تتضمن القراءة الجماعية، والمناقشات الصفية، وكتابة النصوص المستوحاة من الأدب، بالإضافة إلى استخدام أدوات تقييم تعكس فهم الطلاب للأدب وليس مجرد القدرة على تذكر المعلومات.
الدعم والتشجيع للمعلمين
أحد الأهداف الرئيسية للكتاب هو تقديم الدعم والتشجيع للمعلمين الذين قد يشعرون بالتردد أو القلق بشأن الانتقال إلى طرق تعليمية جديدة. يتناول الكتاب التحديات التي قد تواجه المعلمين أثناء هذا التحول ويوفر استراتيجيات للتغلب عليها. يشمل ذلك كيفية التعامل مع مقاومة التغيير، والحاجة إلى التدريب المهني المستمر، وكيفية إدماج الأهالي والإداريين في عملية التحول.
تُظهر روتمان من خلال تجربتها الشخصية كيفية التغلب على هذه التحديات بنجاح، وتقدم مثالاً على كيفية تحقيق نتائج إيجابية من خلال الاستخدام الفعال للأدب في الفصول الدراسية. تسعى إلى تزويد المعلمين بالثقة والأدوات اللازمة لخلق بيئة تعليمية غنية وممتعة للطلاب.
خاتمة
يعد كتاب “التحولات: من الأدب إلى محو الأمية” من الأعمال القيمة التي تسهم في تعزيز فهم كيفية تحسين برامج القراءة والكتابة في المدارس. من خلال التركيز على الأدب كوسيلة فعالة لتعليم اللغة، يقدم الكتاب رؤى واستراتيجيات تساعد المعلمين على تحسين تجارب التعلم لطلابهم. يوفر الكتاب دعماً عملياً للمعلمين الذين يسعون لإحداث تغيير إيجابي في فصولهم الدراسية، ويشجع على الابتكار والتطوير في مجال التعليم.