“التوجيه جانسون” هو رواية ضمن أعمال الخيال والإثارة من تأليف روبرت لودلم، وقد نُشرت لأول مرة في أكتوبر من العام 2002 عن دار النشر سانت مارتنز برس. تعتبر هذه الرواية واحدة من الأعمال التي تبرز المهارات الكتابية للودلم في خلق شخصيات معقدة ومؤامرات مشوقة تحبس الأنفاس، وتمتزج فيها عناصر الأكشن والتشويق مع الدراما السياسية.
تدور أحداث الرواية حول شخصية بيتر نوفاك، وهو شخصية خيالية تمثل النموذج المثالي للمثقف والمالي الدولي والفاعل الخيري، الذي أسس مؤسسة الحرية بهدف دعم الديمقراطية حول العالم. وقد وقع نوفاك ضحية للخطف على يد مجموعة إرهابية يقودها الإرهابي الأسطوري المعروف باسم الخليفة، الذي يخطط لإعدامه في واحدة من القلاع التي لا تقهر تقريباً. وفي مواجهة هذه الأزمة العاجلة، تستعين مؤسسة الحرية بخدمات بول جانسون، الذي يعتبر من أساطير العمليات السرية الأمريكية.
بول جانسون، الذي قضى عقوداً في تنفيذ المهام الأكثر خطورة والذي ترك العمل الميداني بعد أن أثقلته التجربة بالعديد من الخسائر الشخصية والمعنوية، يجد نفسه مضطراً للعودة إلى الميدان ليس لشيء سوى أن نوفاك كان قد أنقذ حياته في الماضي. يسارع جانسون في تجميع فريق متخصص لتنفيذ عملية إنقاذ محكمة الإعداد، لكن سرعان ما تنقلب الأمور رأساً على عقب حين تفشل العملية ويصبح جانسون نفسه هدفاً للقتل، بناءً على أمر “خارج نطاق الإنقاذ” صادر عن أعلى السلطات في الحكومة.
تتوالى الأحداث في رحلة جانسون للنجاة بحياته، حيث يجد نفسه مطارداً من قبل جيسيكا كينكيد، وهي عميلة شابة تتمتع بقدرات استثنائية وتعلمت في مدرسة جانسون نفسه، مما يمكنها من توقع خطواته ومواجهتها بكفاءة عالية. يصبح على جانسون أن يتفوق على مؤامرة خرجت عن سيطرة مبتدعيها وأن يضع مقابلها مؤامرة خاصة به.
مع اقتراب الوقت ونفاد الساعات، يكشف جانسون عن أسرار تربط بين حياته العنيفة وبين تلك الشخصية السلمية التي يجسدها بيتر نوفاك، وهو ما يقوده إلى حقائق تكاد تكون خيالية ولها القدرة على إشعال الحروب وإسقاط الحكومات وتغيير مجرى التاريخ.
في “التوجيه جانسون”، يستخدم لودلم مهارته في التلاعب بعناصر الرواية ليقدم لقرائه عالماً مليئاً بالتوترات والتحولات الدرامية التي تعكس التعقيدات السياسية والإنسانية. تمتاز الرواية بأسلوب سردي مكثف ووصف دقيق للمشاهد، مما يجعل القارئ يعيش تفاصيل الحبكة بكل حواسه. وتبرز في الرواية شخصيات مرسومة بعناية، كل منها يحمل خلفيته الثرية وتحولاته النفسية التي تضفي عمقاً على السرد.