رواية “Shrink Rap” للكاتب روبرت بي. باركر تمثل جزءاً آخر من سلسلة التحقيقات التي تقوم بها المحققة الخاصة ساني راندال، وهي شخصية تتميز بجاذبيتها وشعرها الأشقر، وحبها الكبير للكلاب، والرسم، وعلاقتها المعقدة مع زوجها السابق، ريتشي. ساني، التي نجحت في كسب إعجاب محبي باركر حتى الأكثر تحفظاً منهم، تعود في هذه الرواية لمواجهة تحديات جديدة تحمل في طياتها أبعاداً نفسية واجتماعية.
تبدأ القصة عندما تجد ساني نفسها منخرطة في قضية جديدة تتعلق بحماية مؤلفة شهيرة تُدعى ميلاني جوان هال. ميلاني، التي تعتبر واحدة من أكثر الكاتبات مبيعاً في الساحة الأدبية، تواجه ضغوطات من ناشرها للقيام بجولة ترويجية لكتابها الأخير. لكن ثمة عائق يقف في طريقها: زوجها السابق، وهو طبيب نفسي ذو حضور يسبب لها خوفاً ورعباً شديدين، حتى يصل بها الأمر إلى حافة الهستيريا.
يدفع هذا الوضع ميلاني للبحث عن مساعدة، وتجد نفسها مضطرة للاستعانة بساني راندال كحارس شخصي ومرافق لها خلال جولتها. بسرعة تتكون علاقة مهنية بين الاثنين، وتجد ساني نفسها متورطة في محاولة لفهم ما يحدث حقاً بين ميلاني وزوجها السابق. وعلى الرغم من أن الوضع يبدو في البداية كقضية مطاردة من قبل زوج غيور، إلا أن ساني تدرك بذكائها الفطري وخلفيتها المهنية أن الأمور أكثر تعقيداً مما تبدو عليه.
يتحول التحقيق إلى رحلة نفسية معقدة، حيث تكتشف ساني أن زوج ميلاني السابق، الذي يعمل كطبيب نفسي، ليس مجرد مطارد عادي، بل شخصية تحمل في طياتها غموضاً وأسراراً قد تكون خطرة. ويأتي هذا الإدراك بعد حادثة وقعت أثناء توقيع ميلاني لكتبها، حيث تعرض زوجها للضرب ووجدت ميلاني نفسها فاقدة للوعي. هذه الحادثة تجعل ساني تدرك أن الخطر ليس بعيداً، وأن عليها التصرف بسرعة لحماية موكلتها واكتشاف الحقيقة.
في خطوة جريئة لكشف الأمور، تقرر ساني أن تخوض تجربة العلاج النفسي بنفسها، حيث تبدأ في جلسات مع الطبيب نفسه الذي تعتقد أنه يشكل خطراً على ميلاني. ومن خلال هذه الجلسات، تجد ساني نفسها مجبرة على مواجهة أشباحها الشخصية وأسرارها المدفونة. لكنها في الوقت ذاته، تقترب أكثر من كشف الأسرار الحقيقية التي تحيط بهذه القضية الغامضة.
تتسم الرواية بتطورات مثيرة وشخصيات معقدة، حيث يبرز باركر براعته في خلق سيناريوهات مشوقة تحبس الأنفاس. كما أن الحبكة تمتاز بتماسكها وشدتها، ما يجعل القارئ مشدوداً حتى اللحظة الأخيرة. إلى جانب ذلك، تسلط الرواية الضوء على القضايا النفسية والشخصية التي يمكن أن تؤثر على الأفراد في مواقف حياتية مختلفة، مما يضفي على القصة بعداً إنسانياً عميقاً.
الرواية تنتمي إلى فئة الأدب البوليسي والتحقيقات، لكنها تميزت بإضافة عناصر نفسية جعلت منها قراءة ممتعة ومليئة بالتشويق. وقد نشرت الرواية في شهر سبتمبر من عام 2002 من قبل دار نشر “بوتنام للكبار”، وهي موجهة لمحبي الأدب البوليسي وعشاق قصص المحققين الخاصين، خاصة أولئك الذين يستمتعون بالشخصيات النسائية القوية والمستقلة.