عنوان الكتاب “Peril in Panama: China as the Gatekeeper of the Panama Canal Threatens New Missile Crisis” يُعبر بوضوح عن مضمونه الرئيسي، وهو تسليط الضوء على الدور الذي تلعبه الصين في قناة بنما والتحديات الأمنية المحتملة التي قد تنجم عن ذلك. الكتاب من تأليف ريتشارد أ. دلغاديو، وقد نُشر من قبل “المركز الوطني للأمن” في مارس من عام 1999.
يتناول الكتاب موضوع حساس وهو تحول السيطرة على قناة بنما إلى الصين، وهو ما يُعتبر من النقاط الجيوستراتيجية المهمة على مستوى العالم نظرًا لأهميتها في التجارة العالمية والتأثير الكبير للقناة على اقتصاديات الدول بسبب مرور نسبة كبيرة من التجارة العالمية عبرها.
يستعرض دلغاديو في هذا الكتاب التاريخ السياسي والاقتصادي لقناة بنما، بدءاً من تشييدها وصولاً إلى الفترة التي تُدار فيها القناة من قبل الولايات المتحدة، ومن ثم انتقال السيطرة على القناة إلى بنما وفقاً لمعاهدات توريخوس-كارتر التي وُقعت في عام 1977 والتي نصت على أن تتحول إدارة القناة إلى بنما بحلول نهاية عام 1999.
ويُعتبر العنصر الأكثر إثارة للجدل في الكتاب هو تحليل الدور الصيني في إدارة القناة والمخاوف من إمكانية استخدامها كنقطة استراتيجية للتأثير العسكري أو الاقتصادي من جانب الصين. يُشير الكاتب إلى أن الصين قد تستفيد من هذا الموقع الاستراتيجي لتعزيز نفوذها العالمي، مما قد يثير توترات جديدة تُشبه أزمة الصواريخ الكوبية التي وقعت في بداية الستينيات من القرن الماضي، حيث كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على شفا حرب نووية بسبب نشر صواريخ نووية في كوبا.
يُجادل دلغاديو بأن الوجود الصيني في قناة بنما يمكن أن يشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي وللتوازن الجيوستراتيجي في الأمريكتين، مستعرضاً الخيارات المتاحة للولايات المتحدة لمواجهة هذا التحدي. يُقدم الكاتب أيضًا نظرة على السياسة الخارجية الصينية وتطورها، وكيف أنها تسعى إلى توسيع نفوذها العالمي من خلال الاستثمارات في البنية التحتية الحيوية في دول مختلفة، ومن ضمنها قناة بنما.
علاوة على ذلك، يتناول الكتاب الردود الدولية على هذا التحول الجيوستراتيجي، مع تركيز خاص على دول أمريكا اللاتينية التي قد تشعر بالقلق إزاء زيادة النفوذ الصيني في المنطقة. يُختتم الكتاب بتحليل للتداعيات المحتملة لهذه التغيرات على النظام العالمي وعلى مستقبل العلاقات الدولية.
من الجدير بالذكر أن هذا الكتاب يُعد مصدرًا هامًا للدراسة لأي شخص مهتم بفهم التوترات الجيوستراتيجية في بداية الألفية الجديدة والتأثيرات المحتملة للتحركات الصينية على الساحة العالمية، خصوصاً فيما يتعلق بأمريكا اللاتينية والمنافسة الأمريكية الصينية في المنطقة.