تتناول كتاب “التافهات الطبية: نظرة مُرعبة على سياساتنا في مجال الغذاء والدواء” للكاتب هيربرت بوركهولتس قصة فشل إدارة الغذاء والدواء في أداء مهمتها في حماية الصحة الوطنية خلال فترة رئاسة ريغان وبوش. دون أن تُثنى عنها سرية الإدارة الفدرالية للغذاء والدواء وميلها المعروف لمعاملة النقاد على أنهم نبوءة، استطاع الكاتب والصحفي الاستقصائي هيربرت بوركهولتس كشف ثروة من المعلومات المُدانة حول الإدارة الفدرالية للغذاء والدواء. يوضح الكتاب كيف حولت عقدة من اللامبالاة هذه الوكالة الحيوية المسؤولة عن ضمان سلامة غذائنا ودوائنا إلى شريك مع الصناعة، وأسوأ صديق للمستهلك. تعد قصة “التافهات الطبية” ملحمةً مثيرة، تكشف لأول مرة بالكامل: كيف رشح بضعة مُصنعين للأدوية العامة المراجعين في إدارة الغذاء والدواء من أجل الحصول على منتجاتهم إلى السوق في وقت مبكر، وكيف تحدى مجموعة مصممة من نشطاء مرض الإيدز الإدارة الفدرالية للغذاء والدواء وغيرت بشكل دائم طريقة تصريح وتسويق الأدوية لدينا، وكيف تركت الإدارة الفدرالية للغذاء والدواء وصناعة بنوك الدم سنوات ثمينة تمر دون أن يلاحظ تلوث إمدادات الدم الوطنية بفيروس الإيدز، وكيف وافقت الوكالة على صمامات القلب المعيبة التي قتلت وزرعت الثديين السيليكون التي تزينت بها النساء بينما جعلتهن يعانين، وكيف كانت تلك العنب المشهورة من تشيلي في الواقع مسممة في مختبرات الإدارة الفدرالية للغذاء والدواء. يختتم الكتاب بتحليل كيف تكافح وكالة مُعاد تشكيلها تحت قيادة جديدة ونشطة في التسعينيات لاستعادة مصداقيتها وسلطتها وأن تصبح مرة أخرى الوصي السليم على الصحة الوطنية.
0