من تأليف كاثلين تيسارو، الكاتبة الأمريكية المشهورة، تأتي لنا رواية مؤثرة وممتعة ولا تُنسى بعنوان “البراءة”. تُعد هذه الرواية رحلةً مميزة تأخذنا من خلالها إلى عوالم الحب الحقيقي والخيال والتغييرات التي تفرضها علينا الحياة. تدور أحداث الرواية في عام 1986، حيث تغادر إيفي غارليك، وهي فتاة مليئة بالطموح والحماس، بلدتها الصغيرة إيدن في ولاية أوهايو باتجاه لندن لدراسة الدراما، مصممة على أن تصبح نجمة على خشبة المسرح الكلاسيكي. ومع وصولها إلى إنجلترا، يتضح سريعًا أنها خارجة عن عناصرها وغير مستعدة تمامًا لما ينتظرها من مصير.
ولحسن الحظ، تأخذ روبي، زميلتها في السكن الجديدة، إيفي المرتبكة تحت جناحها فور وصولها. فروبي، الساحرة والبوهيمية، التي نشأت في قرية جرينتش فيليدج الفنية وتمتلك شغفًا متهورًا بالحياة، تُذهل إيفي بطريقة عيشها. وسرعان ما تصبح الدراما التي تحدث خارج المسرح في شقتهم الطلابية الصغيرة أكثر إثارة من أي مسرحية على برودواي. وعندما تلتقي إيفي بجيك، الموسيقي الشاب الذي يسعى جاهدًا لتحقيق نجاحين – النجاح المهني وحبها – تجد نفسها فجأة في عالمٍ آخر، مغمورة بالحب بشدة، وخارجة عن السيطرة، ومع ذلك تشعر بالحياة بشكلٍ مثير، وتشكك في كل شيء عن نفسها – وأحلامها.
تنتقل الرواية إلى عام 2001، حيث تكون روبي قد توفيت منذ خمس سنوات، وإيفي، وهي الآن والدةٌ عازبة، لا تزال تعيش في لندن. وعلى الرغم من تقبلها للعيش من خلال تدريس الدراما للطلاب الليليين، فإن حياتها لا تشبه كثيرًا تلك التي كانت تتخيلها لنفسها قبل خمسة عشر عامًا. وتساعدها روتينها المنظم بعناية وابنها الحبيب على مواجهة الذكريات والندم في معظم الأوقات. لكن عندما تزورها الماضي، تضطر إيفي لمواجهة الشابة الطموحة التي كانت عليها وإعادة فحص الخيارات التي اتخذتها وتلك التي لم تستطع اتخاذها – من أجل الحصول على مستقبلٍ جديد.