“البحث عن كاروسو”، كتاب من تأليف كيم بارنز، يقدم لنا قصة مؤثرة تتناول حياة الأخوين بودي ولي في عام 1957. يفصل بين بودي وأخيه الأكبر لي سبع سنوات، ولكن الأولاد دائمًا ما كانوا قريبين، يواسون ويحمون بعضهما البعض بينما يغوص والدهما، الذي هزمه الفقر والطقس العدائي، في عالم الكحول والغضب. عندما يؤدي حادث مدعوم بالكحول إلى فقدان حياته، بالإضافة إلى حياة الأم التي حاولت بكل جهدها حماية أولادها، يبيع الأولاد ما تبقى من مزرعة والدهما في أوكلاهوما.
نحن في عام 1957، ولا زال هناك عمل يمكن الحصول عليه في مخيمات التصوير في شمال إيداهو. ولكن عندما يتوقفون في منطقة Snake Junction، يتوقفون في ملهى ليلي؛ وهناك، تجلب مواهب لي في الموسيقى الكانتري والغربية له وظيفة. يستقر الأخوان هناك، لي في عالمه من الموسيقى والنساء والكحول، بينما يترك بودي، الذي يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا، يتجول في الطبيعة، غير ملتزم بشيء حتى تظهر امرأة تكاد تكون بضع سنوات أكبر منه. إيرين سوليفان هي جميلة دخانية، ولي يحاول التقرب منها، لكن الشخص الذي تريده هو بودي.
“البحث عن كاروسو” يأتي بتناوب بين العنف الداكن والحنان القلبي، يعتبر عملاً من قوة عاطفية استثنائية من كاتب غريب بشكل مذهل. يندرج الكتاب تحت فئة الأدب الروائي الأدبي، وصدر عن دار النشر Marian Wood Books/Putnam في مارس من عام 2003.
في هذه القصة، نرى كيف تتشابك حيوات الأخوين بودي ولي معًا، في عالم مليء بالألم والبحث عن الهوية. كيم بارنز يقدم لنا صورة واقعية وعميقة لعلاقة الأشقاء، وكيف يتأثر كل منهما بما يحدث للآخر. يستكشف الكتاب مواضيع مثل الفقدان، والبحث عن الهوية، والتضحية، والعنف، من خلال شخصياته الغنية والعميقة.
بمهارة استثنائية، يقدم بارنز لنا قصة مليئة بالتوترات والمشاعر المتضاربة، حيث يتجلى الحنين إلى الماضي، والبحث عن معنى الحياة، والتصالح مع الألم. هذا الكتاب ليس مجرد رواية، بل هو عمل فني يعكس حياة البشر بكل تعقيداتها وجمالياتها، مما يجعله قراءة لا تُنسى تلقي نظرة عميقة على علاقات الأسرة والبحث عن الذات في وجه التحديات القاسية من حولنا.