في كتاب “البحث عن المعنى” الذي صاغه كل من توماس إتش. نايلور، وويليام إتش. ويليمون، وماجدالينا آر. نايلور، يعيش القارئ تجربة فريدة وتفاعلية. يُطلق على هذا العمل الذي أُصدر بواسطة دار النشر أبينغدون في إبريل عام 1994 اسم “البحث عن المعنى”. يأخذنا الكتاب في رحلة خيالية مثيرة، حيث يدعونا إلى إغلاق أعيننا وتخيل أننا أوروبيون في رحلة اكتشاف خلال الفترة قبل اكتشاف أمريكا بواسطة كولومبوس.
تتكشف أمام عيوننا صورة لشخص يعاني من فاجعة فادحة، حيث تتعرض سفينته لعاصفة عنيفة ويصبح هو الناجي الوحيد. بشكل معجز، يصل قطعة من حطام السفينة إلى الشاطئ الذي لا يسكنه أحد على جزيرة استوائية نائية. تتميز الجزيرة بالغابات الكثيفة والفواكه والمكسرات والتوت، وتتوفر الحياة البرية بوفرة، بالإضافة إلى وجود كهوف توفر الحماية من العواصف والحيوانات. وبالرغم من أن البقاء الجسدي لا يشكل مشكلة، إلا أن هناك مشكلة وحيدة: أنت الساكن الوحيد للجزيرة، ولا يعلم أحد بوجودك. يُفترض أنك قد فُقِدت في البحر، ولا يوجد أي سبب للاعتقاد بأن سفينة أخرى ستمر في طريقك قبل أن تموت، حيث لم يكتشف الأوروبيون بعد أمريكا ومثل هذه الرحلات نادرة. لن ترى أي إنسان آخر طوال حياتك.
هنا يطرح الكتاب تساؤلات ملحمية: ماذا ستفعل؟ كيف ستبقى عاطفياً؟ ما الذي سيجعل حياتك ذات قيمة؟ هل يمكن أن يكون هناك معنى دون أي اتصال بشري؟ وبهذا يرحب بنا “البحث عن المعنى” في عملية مكونة من سبع خطوات، تتضمن التصدي لمعاناة الحياة والحب والعمل واللعب والمعاناة والموت.
في هذا السياق، يقوم ويل ويليمون وتوماس نايلور وماجدالينا نايلور بإرشادنا خلال استعراض تاريخ حياتنا؛ والتصدي لافتقار المعنى في حياتنا؛ ومواجهة الانفصال عن أنفسنا وعن الآخرين؛ والتأمل في عواقب مجرد وجودنا؛ والبحث عن المعنى من خلال الوجود؛ وصياغة فلسفة شخصية؛ وتطوير استراتيجية شخصية لمواجهة أهم سؤال يواجه البشر – الحاجة إلى أن تكون حياتنا ذات معنى دائم.
يتناول الكتاب قضايا دينية وعامة، ويرسم صورة واقعية للإنسان وتحدياته، محاولاً إيجاد إجابات على أسئلة جوهرية حول الوجود والمعنى. يشكل “البحث عن المعنى” عملاً لا يُغفل، يحمل في طياته ثروة من التأملات والتحليلات، ويعكس بأسلوبه الأدبي الرائع جهد الكتَّاب في استلهام روح الإنسان وتحفيزه على التأمل في أعماق ذاته ومكانته في هذا العالم الكبير.