وضوء وطهارة

طريقة الغسل من الدورة الشهرية

طريقة الغسل من الدورة الشهرية

الغسل من الدورة الشهرية هو أحد الأحكام الشرعية المهمة التي يجب على المرأة المسلمة أن تعرفها جيداً، لما له من أثر كبير في طهارة المرأة من الحدث الأكبر وتهيئتها لأداء العبادات كالصلاة والصوم. ويعد هذا الغسل شرطًا أساسيًا لإزالة حالة الحيض أو النفاس، وهو عبارة عن تنظيف شامل للجسد بالماء الطاهر، بحيث يصل الماء إلى جميع أنحاء الجسم بما فيها فروة الرأس، وهو ما يميز الغسل عن الوضوء الذي يقتصر على غسل أعضاء محددة.

تتفاوت تفاصيل الغسل بين الفقهاء، لكن هناك أركانًا وأساسيات لا يمكن تجاوزها، واتباعها بدقة يضمن صحة الغسل وثبوته. في هذا المقال، سنقدم شرحًا مفصلًا لكيفية الغسل من الدورة الشهرية وفقًا للفقه الإسلامي، مع توضيح النقاط الدقيقة التي يجب مراعاتها أثناء الغسل.


مفهوم الغسل من الدورة الشهرية وأهميته

الحيض هو الدم الذي يخرج من رحم المرأة بشكل دوري شهريًا نتيجة لعملية التبويض التي تحدث في الجهاز التناسلي الأنثوي. ويستمر الحيض في العادة بين ثلاثة إلى سبعة أيام، وبعد انتهائه يتوجب على المرأة أن تغتسل لتكون طاهرة شرعًا، حيث لا تجوز لها الصلاة ولا الصوم إلا بعد هذا الغسل.

الغسل في الإسلام هو وسيلة للطهارة من الحدث الأكبر، ويوضح حالة الطهارة البدنية والروحية التي يجب أن تكون عليها المرأة لتأدية العبادات. ولأن الحيض هو من النجاسات، فإن الغسل بماء طاهر هو الطريقة الشرعية لإزالة هذا الحدث وإرجاع الطهارة.


الأحكام الشرعية المتعلقة بالغسل من الدورة

ينبغي للمرأة عند انتهائها من الحيض أن تغتسل وفقًا لما ورد في السنة النبوية، حيث يُعد الغسل فرضًا على كل امرأة طهرت من دم الحيض. ومن أهم الأحكام الشرعية:

  • الغسل واجب بعد انقضاء دم الحيض.

  • لا تصح الصلاة ولا الصيام إلا بعد الغسل.

  • يجب أن يصل الماء إلى جميع أنحاء البدن.

  • لا يجوز تأخير الغسل بعد انتهاء الحيض إلا لعذر شرعي.


الخطوات التفصيلية لطريقة الغسل من الدورة الشهرية

الغسل من الدورة الشهرية له طريقة معينة محددة في الإسلام، ويشمل عدة خطوات، نوضحها تفصيليًا:

1. النية

النية هي الركن الأساسي في كل عمل عبادي، فلا يصح الغسل بدون نية. يجب أن تنوي المرأة في قلبها أن تغتسل طهرة من دم الحيض، ويمكنها التلفظ بها في سر أو بجهارة، لكن المهم أن تكون حاضرة في القلب.

النية لا تحتاج إلى صيغة محددة، فقط تجديد العزم بأن هذا الغسل هو للطهارة من دم الحيض.


2. غسل اليدين جيدًا

يبدأ الغسل بغسل اليدين بالماء والصابون أو بالماء فقط، للتأكد من نظافة اليدين من النجاسة أو الأوساخ التي قد تؤثر على باقي أجزاء الجسم أثناء الغسل.


3. تنظيف المنطقة الحساسة

ينصح بغسل المنطقة الحساسة جيدًا لإزالة بقايا الدم أو أي نجاسة ظاهرة قبل الغسل الكامل. يمكن استخدام الماء فقط أو الصابون الطبي غير المعطر، مع الحرص على عدم ترك أي أثر دم متبقٍ.


4. غسل الفرجة (الفتحة التناسلية)

الغسل من الحيض يقتضي تنظيف الفرجة بالماء بشكل دقيق، وذلك بغسل الداخل والخارج بلطف، مع التأكد من إزالة أي أثر للدم.


5. غسل الرأس جيدًا

من أهم شروط الغسل هو التأكد من وصول الماء إلى فروة الرأس كلها، لأن الرأس من الأعضاء التي يجب أن يبللها الماء أثناء الغسل. يتم غسل الشعر وفروة الرأس بغمر اليدين في الماء ثم فرك الشعر جيدًا حتى يصل الماء إلى الجلد، مع تحريك الأصابع بين خصل الشعر للتأكد من شمول الماء.


6. غسل كامل الجسم بالماء

بعد غسل الرأس، يجب على المرأة أن تغسل جسدها كاملاً بدءًا من الجانب الأيمن إلى الأيسر، مع التأكد من وصول الماء إلى جميع أنحاء الجسم بما فيها المناطق التي قد يصعب وصول الماء إليها مثل تحت الإبطين، خلف الركبتين، وبين الأصابع.

يُفضل أن تبدأ بغسل الجانب الأيمن ثم الجانب الأيسر، وهذا حسب السنة النبوية.


7. التكرار في الغسل

من السنة النبوية إتمام الغسل بثلاث مرات، أي أن المرأة تغسل جسدها كله ثلاث مرات كاملة، ولكن هناك قول في بعض المذاهب أن الغسل مرة واحدة يكفي إذا تم بشكل صحيح، مع تكرار غسل الرأس مرة أو مرتين.


8. التأكد من وصول الماء

يجب التأكد من وصول الماء إلى الجلد والطبقات الخارجية للشعر والجسم بالكامل، لأنه بدون وصول الماء لا يصح الغسل.


أمور يجب مراعاتها أثناء الغسل من الدورة

  • استخدام ماء طاهر ونظيف، ولا يجوز استخدام ماء نجس.

  • يفضل أن يكون الماء دافئًا ليساعد في إزالة الدم ويجعل الغسل مريحًا.

  • تجنب تعقيم الجسم بالصابون المعطر أو المواد الكيميائية التي قد تسبب حساسية أو جفاف الجلد، ويفضل استخدام صابون طبي خفيف.

  • لا بد من التخلص من بقايا الدم قبل الغسل، لأن وجود الدم على الجلد قد يمنع وصول الماء إليه.

  • الحرص على عدم تعجيل الغسل أو الإسراع فيه، بل يتم غسل الجسم بهدوء مع التأكد من وصول الماء لكل جزء.

  • يجب مراعاة أن الغسل هو عبادة، لذا يفضل أن يتم بتدبر ووقار.


الغسل في حالات خاصة

الغسل أثناء الدورة الشهرية في حال الضرورة

في بعض الحالات قد تجد المرأة نفسها بحاجة للغسل أثناء فترة الحيض، مثل رغبتها في الاستحمام أو لأسباب صحية، ولا بأس بذلك، لكن الغسل الشرعي من الحيض لا يتم إلا بعد انقضاء الدم.


الغسل من النفاس

الغسل من النفاس يتشابه مع الغسل من الحيض، مع بعض الفروق الطفيفة في التوقيت، حيث يجب الانتظار حتى ينقطع دم النفاس ثم الغسل بنفس الخطوات.


أهمية الغسل من الدورة في الطهارة والعبادة

الغسل من الدورة الشهرية هو المفتاح لعودة المرأة إلى حالة الطهارة، التي من خلالها تستعيد قدرتها على أداء العبادات المفروضة كالصلاة والصوم. كما أن الطهارة في الإسلام لها دور روحي وجسدي، فهي تقرب الإنسان من الله وتنقي الجسد من الشوائب والنجاسات.

أيضًا، اعتاد العلماء على التنبيه إلى أن الطهارة النظافة جزء من الإيمان، والغسل من الحيض ليس مجرد غسل بدني، بل هو فعل تعبدي معنوي يرسخ روح الطهارة في النفس.


ملخص خطوات الغسل من الدورة الشهرية

الخطوة الوصف
النية قصد الغسل من الحيض بنية الطهارة
غسل اليدين تنظيف اليدين من النجاسات قبل الغسل
تنظيف المنطقة الحساسة إزالة بقايا الدم بمنطقة الفرج
غسل الرأس تغطيس الرأس بالماء والتأكد من وصوله للفروة
غسل الجسم كاملًا غمر الجسم بالماء مع التركيز على جميع الأجزاء
التكرار يفضل الغسل ثلاث مرات لضمان الطهارة
التأكد من وصول الماء ضمان وصول الماء لكل جزء في الجسم

الغسل من الدورة الشهرية يعد من أهم الطهارات في الشريعة الإسلامية، وفهم الطريقة الصحيحة لأدائه هو من أساسيات الدين التي لا غنى عنها لكل امرأة مسلمة. الالتزام بهذه الخطوات يحقق الطهارة المطلوبة ويعيد المرأة إلى حالة نقاء تمكنها من أداء جميع العبادات بأمان وراحة.


المصادر والمراجع

  • كتاب “الفقه الإسلامي وأدلته” للدكتور وهبة الزحيلي.

  • “الشرح الممتع على زاد المستقنع” لشيخ الإسلام ابن عثيمين رحمه الله.