“الانزلاق نحو الجنة: لماذا أعيش في نيوزيلندا”، كتابٌ يعكس بعمق تجربة الكاتب جيفري ماسون في بلاد الكنجي المعجزة، نيوزيلندا. يقدم ماسون، الذي يحمل في طيات كتاباته تحليلات متأملة وقصصاً شيقة، نظرة شخصية عن تجربته وحبه لهذه البلاد الجميلة.
بدءاً من استقراره في نيوزيلندا، يقدم ماسون رحلة ساحرة يشارك فيها القراء تجربته الفريدة في هذا الجنة الطبيعية. فبعد أن عاش في ولاية كاليفورنيا، لماذا اختار ماسون – من بين جميع الأماكن في العالم – الاستقرار في بلد بعيد مثل نيوزيلندا؟ يكشف ماسون عن سحر الطبيعة الاستثنائية وجاذبية المجتمع الذي وجده هناك. إذ أُسرت عائلته تماماً بجمال الشواطئ الرملية الجميلة على بُعد خمسة عشر دقيقة فقط من أوكلاند النابضة بالحياة. ولم يكن هناك تردد، فهذا المكان، المحاط بالغابات الخضراء على خليج مزدحم بالجزر البركانية، سيكون موطنهم الجديد.
ومن هنا يأخذ ماسون القراء في رحلة مذهلة إلى عالم آخر، حيث ينغمس هو وعائلته في الجنة التي هي نيوزيلندا. يكشف عن بلد حيث يتحدث الجيران مع بعضهم البعض ويوفرون شعوراً حقيقياً بالمجتمع، ونادراً ما يقفلون أبواب منازلهم، وحيث تكون السياسة مثل الجو المعتدل. نيوزيلندا أيضاً بلد من المناظر الخلابة، التي أصبحت أكثر شهرة بسبب كونها موقع تصوير لأفلام “سيد الخواتم”. النباتات هناك وفيرة. تنمو الغابات المانجروف ونباتات الموز وأشجار البابايا وأكثر من عشرة آلاف نوع من الشنطان برية وبحرية. أما الحيوانات فهي لطيفة. لا توجد ثعابين، أو عناكب زاحفة، أو عقارب. يمكن للأطفال الذهاب إلى المدرسة حافي القدمين دون قلق – لا يوجد شيء يمكن أن يلسعهم أو يعضهم أو يسبب لهم طفح جلدي. في المياه الزرقاء بالقرب من الساحل الخضراء النابضة بالحياة، تزخر الدلافين والقتافي.
وأثناء وصفه لعلاقته العميقة بالبلاد وتواصله مع مواطنيها، يعكس ماسون على معنى الوطن وأهمية التصرف بناء على الحدس، وما يحدث عندما نفقد اتصالنا بالمكان الذي نعيش فيه. يظهر ماسون أنه بفعل الدافع الداخلي، استطاع تحقيق حلمه.
ويعتبر هذا الكتاب، الذي يحتوي على قائمة مصطلحات تستخدمها النيوزلنديين وكلمات ماوري المهمة، وكذلك جدول السفر الموصى به من قبل الكاتب، مثالياً لأي شخص يخطط لزيارة هذه الأرض الجميلة. مليء بالصور والحكايات الساحرة، والحقائق الغير معروفة (على سبيل المثال، اخترعت رياضة الجري في نيوزيلندا)، “الانزلاق نحو الجنة” كتاب لأولئك الذين يتخيلون تغيير حياتهم بشكل جذري – والذين يتخيلون شيئًا أفضل لأنفسهم. رسالة جيفري ماسون: نيوزيلندا تنتظر.