“الانتصار الضائع: الاحتلال الأمريكي والجهود الفاشلة لإدخال الديمقراطية إلى العراق” هو عنوان الكتاب الذي يقدمه لاري دايموند، أحد أبرز الخبراء الأمريكيين في مجال الديمقراطية، وهو السجل الداخلي الأول للاحتلال الأمريكي للعراق – تقييم متزن ونقدي لجهود أمريكا لزرع الديمقراطية. في خريف عام 2003، تلقى البروفيسور لاري دايموند، الأستاذ في جامعة ستانفورد، اتصالاً من كوندوليزا رايس، تطلب منه قضاء عدة أشهر في بغداد كمستشار لسلطات الاحتلال الأمريكية. لم يكن دايموند من مؤيدي الحرب في العراق، لكنه شعر أن مهمة بناء ديمقراطية قابلة للتحقق الآن بعد إطاحة نظام صدام حسين كانت غاية مشروعة. كما اعتقد أنه يمكنه فعل بعض الخير من خلال توظيف خبرته الأكاديمية في العالم الحقيقي. لذا في يناير 2004، ذهب إلى العراق، وأثبتت الثلاثة أشهر التالية أن تعليمه أكثر مما كان يتوقع.
وجد دايموند نفسه جزءًا من أحد أكثر المهام جرأة في عصرنا. في “الانتصار الضائع” يوضح كيف عوقبت الجهود الأمريكية لإنشاء ديمقراطية في العراق ليس فقط بواسطة المتمردين والإرهابيين، بل أيضًا بسلسلة طويلة من الحسابات الخاطئة، والفرص المفترضة، وأعمال العمى الأيديولوجي التي ساعدت في ضمان أن الانتقال إلى الاستقلال لن يكون سلميًا ولا تمامًا ديمقراطيًا. يأخذنا داخل المنطقة الخضراء، إلى عالم حيث غالبًا ما تتفوق الأفكار العظمى على السياسات السلطوية، وحيث كان مسؤولو الولايات المتحدة يصدرون بشكل روتيني مراسيم يتعين في وقت لاحق ترتيبها (بتكلفة كبيرة) مع واقع عراقي. يجعل حسابه المثير والحيوي واضحًا أن العراق – وبالتالي، الولايات المتحدة – ستقضي سنوات عديدة في الصعود من الحفرة التي حفرت خلال أربعة عشر شهرًا من الاحتلال الأمريكي.
