الالتهاب الرئوي: الأسباب والعلاج

الالتهاب الرئوي: تعريفه، أنواعه، أعراضه، وعلاجه

يعد الالتهاب الرئوي من الأمراض التنفسية الخطيرة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، ويتميز بتورم أو التهاب في الأنسجة الرئوية نتيجة لعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية. يمكن أن يصيب الالتهاب الرئوي الأشخاص من جميع الأعمار، لكنه يكون أكثر خطورة على الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في جهاز المناعة. في هذا المقال، سنقوم بالتفصيل في موضوع الالتهاب الرئوي من خلال تعريفه، أسباب حدوثه، أعراضه، طرق التشخيص والعلاج، وكيفية الوقاية منه.

1. تعريف الالتهاب الرئوي

الالتهاب الرئوي هو حالة طبية تؤثر على الرئتين وتؤدي إلى تورم في الأنسجة الرئوية. يحدث الالتهاب نتيجة لتعرض الرئتين للعدوى الميكروبية التي يمكن أن تكون بكتيرية، فيروسية أو فطرية. تتسبب العدوى في التهاب الحويصلات الهوائية، مما يؤدي إلى تراكم السوائل أو الصديد داخل الرئتين، مما يصعب عملية التنفس ويؤثر على قدرة الرئتين على تبادل الأوكسجين مع الدم.

2. أنواع الالتهاب الرئوي

1.1 الالتهاب الرئوي البكتيري

يعد الالتهاب الرئوي البكتيري من أكثر الأنواع شيوعاً ويحدث نتيجة عدوى بكتيرية. من أكثر البكتيريا المسببة لهذا النوع هي المكورات الرئوية (Streptococcus pneumoniae)، بالإضافة إلى المستدمية النزلية (Haemophilus influenzae). هذا النوع من الالتهاب الرئوي قد يكون أكثر شدة من الأنواع الأخرى ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه بسرعة.

1.2 الالتهاب الرئوي الفيروسي

الالتهاب الرئوي الفيروسي يحدث بسبب الفيروسات مثل الفيروسات التنفسية المتكيسة (RSV)، فيروس الإنفلونزا، أو فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2). يميل الالتهاب الرئوي الفيروسي إلى أن يكون أقل حدة من البكتيري، لكنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خاصة لدى الأطفال وكبار السن. على الرغم من أن المضادات الحيوية لا تؤثر على الفيروسات، إلا أن العلاج عادة ما يعتمد على الراحة والرعاية الداعمة.

1.3 الالتهاب الرئوي الفطري

قد يحدث الالتهاب الرئوي الفطري بسبب فطريات مثل الكانديدا والأسبيرجيلوس أو المستخفيات (Cryptococcus). هذه الأنواع من العدوى تكون أكثر شيوعاً في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل مرضى السرطان أو المصابين بالإيدز.

1.4 الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع (CAP)

يحدث هذا النوع من الالتهاب الرئوي عند الأشخاص الذين يصابون به خارج بيئة المستشفى أو الرعاية الصحية. عادة ما يكون الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع مرتبطاً بعدوى بكتيرية مثل المكورات الرئوية أو المستدمية النزلية.

1.5 الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفيات (HAP)

هو نوع من الالتهاب الرئوي يصيب المرضى أثناء تواجدهم في المستشفيات أو مراكز الرعاية الصحية. غالباً ما يكون أكثر مقاومة للمضادات الحيوية بسبب تعرضه للبكتيريا التي تطور مقاومة ضد العلاجات.

3. أسباب الالتهاب الرئوي

الالتهاب الرئوي يمكن أن يحدث نتيجة للعديد من العوامل الميكروبية، بما في ذلك:

3.1 العدوى البكتيرية

كما ذكرنا سابقاً، تعد البكتيريا هي المسبب الأكثر شيوعاً للالتهاب الرئوي. عادة ما تدخل البكتيريا إلى الرئتين من خلال الجهاز التنفسي العلوي (الأنف والبلعوم)، مما يسبب عدوى في الأنسجة الرئوية.

3.2 الفيروسات

فيروسات مثل فيروس الإنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي مثل RSV و COVID-19 يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب الرئوي الفيروسي. غالباً ما تبدأ هذه الفيروسات بتأثير على الأنف والبلعوم قبل أن تنتقل إلى الرئتين.

3.3 الفطريات

يمكن أن تصيب الفطريات الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. تصيب الفطريات الرئتين، مما يسبب التهاباً ويؤثر على قدرة الجسم على استنشاق الأوكسجين بشكل فعال.

3.4 العدوى التنفسية المتكررة

الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب رئوي بسبب استجابة الجهاز المناعي الضعيفة أو الالتهابات المتكررة.

4. أعراض الالتهاب الرئوي

تختلف أعراض الالتهاب الرئوي تبعاً لنوع العدوى والمسبب والعوامل الصحية العامة للمريض. لكن الأعراض الأكثر شيوعاً تشمل:

4.1 الأعراض العامة

• السعال المستمر: يكون السعال غالباً مصحوباً بالمخاط أو البلغم الذي قد يكون مدمى في بعض الحالات.

• الحمى: ارتفاع درجة الحرارة بشكل مفاجئ.

• ضيق التنفس: صعوبة في التنفس أو التنفس السريع.

• ألم في الصدر: عادة ما يكون مصحوباً بالسعال العميق أو عند التنفس.

• التعرق الشديد: التعرق الليلي قد يكون عرضاً مصاحباً للحمى.

4.2 أعراض خاصة للأطفال والمسنين

• إرهاق وضعف عام: الأطفال وكبار السن قد يشعرون بضعف شديد وتهيج أو تهيج عند التنفس.

• شحوب الجلد: يمكن أن يظهر على الجلد شحوب مميز خاصةً إذا كانت مستويات الأوكسجين في الدم منخفضة.

4.3 الأعراض في الحالات المزمنة

في الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض القلب، قد تكون أعراض الالتهاب الرئوي أكثر خطورة وظهوراً.

5. تشخيص الالتهاب الرئوي

لتشخيص الالتهاب الرئوي، يعتمد الأطباء على مجموعة من الفحوصات والاختبارات بما في ذلك:

5.1 الفحص البدني

أول خطوة هي فحص المريض سريرياً حيث يقوم الطبيب بالاستماع إلى الرئتين باستخدام السماعة الطبية للكشف عن أي أصوات غير طبيعية مثل الخشخشة أو الأزيز.

5.2 الأشعة السينية على الصدر

تعد الأشعة السينية من أهم الفحوصات التي تساعد في تحديد وجود التهابات في الرئتين، كما تمكن الأطباء من تحديد نوع وشدة الالتهاب.

5.3 تحليل الدم

يمكن أن تساعد اختبارات الدم في تحديد ما إذا كان الالتهاب الرئوي ناتجاً عن عدوى بكتيرية أو فيروسية. كما تساعد في قياس مستويات الأوكسجين في الدم لتحديد مدى تأثير الالتهاب على الرئتين.

5.4 اختبار البلغم

قد يطلب الطبيب أخذ عينة من البلغم لتحليلها في المختبر من أجل تحديد نوع الميكروب المسبب للعدوى.

6. علاج الالتهاب الرئوي

تعتمد طرق علاج الالتهاب الرئوي على نوع العدوى وشدة الحالة، بالإضافة إلى صحة المريض العامة. تشمل العلاجات الشائعة ما يلي:

6.1 العلاج بالمضادات الحيوية

في حالات الالتهاب الرئوي البكتيري، يتم استخدام المضادات الحيوية كعلاج رئيسي. تختلف المضادات الحيوية المستخدمة بناءً على نوع البكتيريا المسببة للعدوى.

6.2 العلاج بالفيروسات

لا تؤثر المضادات الحيوية على الفيروسات، لذا فإن علاج الالتهاب الرئوي الفيروسي يركز على تخفيف الأعراض مثل الحمى والسعال. قد يستخدم الأطباء أدوية مضادة للفيروسات مثل الأوسلتاميفير لعلاج بعض أنواع الفيروسات.

6.3 الرعاية الداعمة

تشمل الرعاية الداعمة توفير الأوكسجين للمريض إذا كانت مستويات الأوكسجين في الدم منخفضة. كما يمكن أن تتضمن هذه الرعاية الراحة التامة، تناول السوائل بكثرة، وتخفيف الأعراض بالأدوية.

6.4 العلاج بالفطريات

في حالة الالتهاب الرئوي الفطري، يتم استخدام الأدوية المضادة للفطريات التي يتم تناولها عن طريق الفم أو عن طريق الحقن.

6.5 العلاج في المستشفى

في الحالات الشديدة من الالتهاب الرئوي، قد يحتاج المريض إلى الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج المكثف، وخاصة إذا كانت الأعراض تؤثر على وظيفة الأعضاء الحيوية مثل القلب والكبد.

7. الوقاية من الالتهاب الرئوي

للوقاية من الالتهاب الرئوي، من المهم اتخاذ عدة خطوات وقائية، مثل:

7.1 التطعيم

التطعيم ضد بعض أنواع الفيروسات والبكتيريا مثل فيروس الإنفلونزا والمكورات الرئوية يمكن