في كتابهم “الاقتصاد الخائن: انتصار رأس المال وخيانة العمل”، يطرح رئيس الاقتصاديين في مجلة بزنس ويك، بيل وولمان، وآن كولاموسكا، بجرأة ما يرفضه قادة الأعمال والحكومة الأمريكية الاعتراف به، لكن معظم الأمريكيين يعرفونه في جوفهم: في الاقتصاد العالمي الجديد، يمتلك رأس المال الكبير كل الورق في حين يصبح العمال – بما في ذلك المحترفون من طبقة العمال البيضاء – أكثر قابلية للتضحية.
حتى الآن، اختار قادتنا تجاهل حقيقة أن الاقتصاد العالمي الجديد قد أعاد كتابة القواعد الاقتصادية التي حكمت تفكيرنا على مدى الخمسين عامًا الماضية. وتكون العواقب على تنافسية الولايات المتحدة وروح العالم الأمريكي وخطيرة. لكن هناك العديد من الإجراءات التي يمكننا اتخاذها، يظهر الكتاب، لو لم يسمح الأمريكيون لأنفسهم بأن يعتمدوا على إيمان زائف في السوق المالية المتزايدة باستمرار، وبدأوا في استجواب عقيدة السياسيين والاقتصاديين الذين يؤكدون لنا أن الاقتصاد الأمريكي يتحسن لصالحنا جميعًا.
ويؤكد الكتاب أن اتجاه التخفيض سيستمر، سواء كانت أمريكا تزداد تنافسية أم لا. فمجتمع العمل العالمي الموسع بشكل كبير، وقدرة الشركات على نقل المزيد والمزيد من عملياتها إلى الدول النامية ذات الأجور المنخفضة، تضمن هذا. يسلط الكتاب الضوء على هذه النقطة في فصل مرعب حول ارتفاع معنويات ومهارات القوى العاملة المتعلمة والتكنولوجية العالية في بانجالور، الهند، جاهزة للعمل على المستوى الدولي وهي دراسة مقارنة مع الطبقة الوسطى الأمريكية المحبطة.
بشكل حاد، يكشف وولمان وكولاموسكا الإعادة هندسة والصيحات الإدارية الأخرى كوسائل لتبرير أو إخفاء فصل عمالهم. والتأثير السام لهذه العمليات هو أن العمال يلومون أنفسهم على مصيرهم. وعلاوة على ذلك، فإن دواء العمال المخفضين – بدء عملك الخاص – هو سراب، وفقًا للكتاب. للنجاح في الاقتصاد الجديد، تحتاج إلى رأس المال، وعلى عكس الضجة فإن قلة محظوظة فقط ستزدهر بمفردها. بشكل واضح، يشرح الكتاب لماذا، اقتصاديًا، هذا الأمر كذلك. فديناميات الأسواق العالمية للأوراق المالية، والسيطرة على معدلات الفائدة من قبل مجالس الاحتياطي الفدرالية والبنوك المركزية في العالم، تدير نظامًا يسمح بالنمو الاقتصادي السريع فقط في الدول النامية. وفي الوقت نفسه في الولايات المتحدة وبقية العالم المتقدم تُبقى التضخم منخفضًا، لحماية قيمة أصول الأثرياء المالية. أي دولة تنحرف عن هذه السياسة يعاقبها تدفق هائل من رأس المال الاستثماري. النتيجة: فرص اقتصادية قليلة للعمال الأمريكيين، إلى جانب معدلات فائدة حقيقية مرتفعة بشكل تاريخي. ليس من المستغرب أن روح العمل والإنتاجية تعانيان،