في غمرة تداول الأحداث الراهنة والتفاصيل المعقدة للساحة الدولية، يعيش العالم على وقع تاريخ مليء بالأحداث البارزة والصراعات التي كتبت صفحاته بأحرف من الدماء والقرارات الحاسمة. ومن بين تلك الفترات التاريخية المحورية التي شهدت تغييرات جذرية، يبرز استيطان القدس الصهيوني في الفترة بين عامي 1967 و1993 كمحطة أساسية في مسار التطور الإقليمي.
صاغ الكاتب البارع، محمد رشيد عناب، في كتابه الممتع والموسوم بعنوان “الاستيطان الصهيوني في القدس 1967-1993″، سردًا دقيقًا ومفصلًا للأحداث والتطورات التي شهدتها القدس خلال هذه الفترة الحساسة. يتناول الكتاب بعمق وعناية فائقة كيفية تغلغل المستوطنات الصهيونية في أراضي المدينة المقدسة، وكيف أثر ذلك على الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين.
يمتلك الكتاب 244 صفحة من الورق الفاخر، ويظهر على غلافه العادي الذي يعكس بساطة ووضوح المضمون. تأتي هذه الأرقام كجزء من جمالية العمل، حيث يتحد النص السلس والمعلومات الوفيرة ليشكلان مزيجًا مثاليًا لتقديم فهم عميق للقضية.
صدر الكتاب عن دار النشر “بيت المقدس للمشر والتوزيع”، وهي دار ذات تاريخ طويل في نشر الأعمال الفكرية والثقافية ذات الجودة العالية. يُضاف إلى ذلك أن الكتاب يندرج تحت فئة التاريخ والجغرافيا، وتحديدًا في فرع الدراسات التاريخية، مما يعكس التخصص والعمق الذي يتناوله الكتاب.
باختصار، يقف كتاب “الاستيطان الصهيوني في القدس 1967-1993” كمرجع ممتاز ينقل القارئ إلى عالم تاريخي مليء بالتحولات والصراعات، مع تقديمه لرؤية شاملة ومفصلة لمرحلة هامة في تاريخ القدس، وذلك بأسلوب روائي يثري الفهم ويشد الانتباه.