بشار رسن: نجم الكرة العراقية

بشار رسن هو أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم العراقية في العقدين الأخيرين. وُلد في 7 أبريل 1996 في العاصمة بغداد، وبدأ مسيرته الرياضية منذ الصغر في بيئة محلية تحب اللعبة الشعبية الأولى في العالم، كرة القدم. يعتبر بشار رسن نموذجًا للجيل الجديد من اللاعبين الذين برزوا على الساحة العراقية والعربية بفضل موهبته المتميزة في وسط الملعب ورؤيته التكتيكية العالية. ومن خلال هذه السطور، سنستعرض مسيرة بشار رسن الاحترافية، من بداياته في الملاعب العراقية وصولاً إلى النجاحات التي حققها على المستوى الدولي.

البداية مع كرة القدم

كان بشار رسن منذ صغره مولعًا بكرة القدم، حيث بدأ ممارسة اللعبة في سن مبكرة. كانت البداية في الأحياء الشعبية ببغداد، حيث تلعب كرة القدم في كل زاوية وشارع. وتعتبر هذه البيئة المليئة بالشغف هي التي شكلت شخصية اللاعب منذ بداية مشواره، إذ اكتسب مهاراته الأساسية على أرضيات ملاعب صغيرة، وكان يشارك في المباريات المحلية مع أصدقائه قبل أن يظهر اهتمامًا جادًا بتطوير مهاراته الرياضية.

الانطلاق في الدوري العراقي

كانت أولى خطوات بشار رسن الاحترافية في نادي القوة الجوية، حيث انضم إلى صفوف الفريق في عام 2013. أظهر موهبة استثنائية في أول موسم له مع الفريق، حيث سرعان ما تألق في وسط الملعب وأصبح أحد العناصر الأساسية في تشكيل الفريق. برزت مهاراته في المراوغة والتحكم بالكرة، بالإضافة إلى قدرته على صناعة الأهداف وتوزيع الكرة بتمريرات دقيقة.

ومن خلال أدائه الملفت في الدوري العراقي، تمكن بشار من جذب أنظار المدربين والإعلام المحلي، ليصبح أحد الأسماء اللامعة في كرة القدم العراقية. وفي موسم 2015-2016، تمكن من قيادة ناديه لتحقيق العديد من الانتصارات المحلية، ما أهله للانتقال إلى أندية أكبر وأكثر تحديًا.

الانتقال إلى الهلال السعودي

في عام 2017، انتقل بشار رسن إلى نادي الهلال السعودي على سبيل الإعارة، وهي خطوة جديدة في مسيرته الاحترافية. وعلى الرغم من المنافسة الشديدة في الدوري السعودي، فقد أظهر بشار قدرات فنية عالية، خاصة في المباريات التي لعب فيها ضد الأندية الكبرى مثل الأهلي والنصر. برز بشار مع الهلال كمحور وسط متميز، حيث أظهر قدرة استثنائية في الضغط على الخصم، وكذلك في التحولات السريعة والهجمات المرتدة.

خلال فترة وجوده في الهلال، أصبح بشار جزءًا من أحد أقوى الفرق في القارة الآسيوية، حيث ساهم في العديد من الانتصارات الهامة في الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا. ورغم المنافسة الكبيرة في الفريق، فقد استطاع أن يحجز مكانًا أساسيًا في التشكيلة الأساسية للفريق، مما يعكس تطور مستواه الفني وحسه الكروي المتقدم.

العودة إلى العراق والمشاركة الدولية

بعد فترة من الاحتراف في السعودية، قرر بشار رسن العودة إلى الدوري العراقي في عام 2019، حيث انضم إلى نادي الشرطة العراقي. كانت هذه العودة بمثابة مرحلة جديدة في مسيرته، حيث واصل تألقه في الدوري المحلي وتمكن من الحفاظ على مستوى عالٍ من الأداء.

فيما يتعلق بالمنتخب العراقي، فقد كان بشار رسن عنصرًا أساسيًا في تشكيل المنتخب الوطني منذ انضمامه إلى صفوفه في 2015. شارك في العديد من المباريات الدولية الهامة، وظهر بشكل قوي في التصفيات الآسيوية وتصفيات كأس العالم. كان بشار رسن أحد اللاعبين الذين لعبوا دورًا كبيرًا في التأهل للعديد من البطولات الدولية، بما في ذلك كأس الخليج العربي وكأس آسيا.

من أبرز ملامح مشاركاته مع المنتخب الوطني كان إسهامه الفعّال في تمويل خطط اللعب وتنظيم الهجمات، حيث يعتبر من اللاعبين الذين لا يتوقفون عن العمل على أرض الملعب، وينفذون الأدوار التكتيكية بدقة، مما جعل وجوده في الفريق أمرًا لا غنى عنه.

أسلوب اللعب والمميزات الفنية

يتميز بشار رسن بقدرات فنية عالية تجعله أحد أبرز اللاعبين في وسط الملعب. يتمتع بمهارة كبيرة في التحكم بالكرة والتمرير الدقيق، بالإضافة إلى قدرته على التمركز الجيد أثناء المباراة وقراءة اللعب بشكل متميز. تعد رؤيته للملعب من أهم عناصر قوته، حيث يستطيع توزيع الكرة بشكل سلس بين زملائه، فضلاً عن قدرته على المراوغة في المساحات الضيقة.

كما يمتلك بشار رسن قوة بدنية تساعده في تجاوز التحديات أمام اللاعبين الأقوياء في الدوري العراقي والعالمي، ويعتبر أحد اللاعبين الذين لا يتوقفون عن الجري في جميع أوقات المباراة، مما يجعله ركيزة أساسية في خطة المدربين.

وعلى الرغم من أنه يلعب في وسط الملعب، فإنه يعرف كيف يتوغل في منطقة الخصم، ويساهم بشكل كبير في تسجيل الأهداف، سواء عبر التمريرات الحاسمة أو التسديدات الدقيقة من خارج منطقة الجزاء. يعكس هذا تنوع أسلوبه في اللعب وقدرته على الظهور في مختلف أدوار خط الوسط.

التحديات والإنجازات

على الرغم من النجاحات التي حققها بشار رسن في مسيرته الاحترافية، إلا أن الطريق لم يكن خاليًا من التحديات. فقد عانى اللاعب من بعض الإصابات التي أبعدته لفترات عن الملاعب، ولكن عزيمته القوية ورغبته في العودة إلى المستوى العالي جعلته يتغلب على هذه الصعوبات. كما واجه بشار العديد من التحديات في الفرق التي لعب لها، مثل المنافسة على مكان في التشكيلة الأساسية ومواجهة الفرق القوية في الدوري السعودي والدوري العراقي.

رغم هذه التحديات، فإن بشار رسن قد حقق العديد من الإنجازات التي جعلت منه أحد اللاعبين البارزين في تاريخ كرة القدم العراقية. فاز مع نادي القوة الجوية بالعديد من الألقاب المحلية، مثل الدوري العراقي وكأس العراق. كما حقق إنجازات على مستوى المنتخب الوطني، حيث كان أحد اللاعبين المؤثرين في التصفيات المؤهلة للبطولات القارية، مثل كأس آسيا وكأس الخليج العربي.

الخاتمة

إن مسيرة بشار رسن في عالم كرة القدم تعد من أبرز القصص الرياضية في العراق، حيث بدأ من الصفر ليصل إلى أعلى مستويات الاحترافية في الأندية المحلية والدولية. لعب بشار دورًا محوريًا في العديد من الفرق التي مثلها، وساهم بشكل كبير في تحقيق الانتصارات المحلية والدولية. كما أن أسلوبه المميز في اللعب وفهمه العميق للتكتيك جعل منه نجمًا لا يُستهان به في عالم كرة القدم العراقية والعربية.

تظل مسيرة بشار رسن نموذجًا يحتذى به للشباب العراقي والعربي في سعيهم نحو النجاح والتفوق في عالم الرياضة.