في صدور كتاب “الاحتلال المصري لمثلث حلايب وشلاتين السوداني” للمؤلف البارع، الدكتور أحمد محمد عثمان إدريس، يتناول القلم الرصين وجهة نظر فريدة ومميزة حول التطورات السياسية بين البلدين المصري والسوداني على مدى فترات زمنية مختلفة. يأخذنا الكتاب في رحلة تاريخية متسلسلة لاستكشاف مجموعة من التوترات التي شهدتها العلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك نتيجة لقضايا مختلفة، بدءًا من القضايا المائية وصولاً إلى مثلث حلايب وشلاتين.
تقدم اللمحات المستمرة في الكتاب نظرة عميقة على التأثيرات السياسية والاقتصادية لهذه القضايا على العلاقات الثنائية بين مصر والسودان. ومن خلال تحليله الدقيق، يبرز المؤلف كيف أصبحت قضية مثلث حلايب وشلاتين جزءًا لا يتجزأ من المشهد السياسي بين البلدين، ورغم تاريخها وجغرافيتها التابعة للسودان، إلا أن مصر تصر على التمسك بها وفرض سيطرتها، مما يؤثر بشكل دائم على السياق العام للعلاقات بين الجارين.
يتكامل الكتاب ببراعة بين التاريخ، والجغرافيا، والعوامل الثقافية والقبلية، مما يوفر للقارئ فهمًا شاملاً للخلفية الكاملة للصراعات الحالية. ومع النظرة الشاملة لموضوعات الكتاب، يظهر بوضوح كيف يشكل “الاحتلال المصري لمثلث حلايب وشلاتين” مصدر توتر مستمر في الساحة السياسية، وكيف يعكس هذا الصراع حقائق تاريخية وثقافية عميقة.
تأتي صفحات الكتاب الـ128 بفهرس غني بالمعلومات، حيث يقوم المؤلف بتقديم رؤية وافية وشاملة لموضوعه، ويكشف عن العديد من الجوانب الغير معروفة والمثيرة للاهتمام حول هذا الصراع الحدودي. تعتبر دار النشر “نور للنشر” النافذة التي أطل منها الكتاب على العالم، والغلاف الورقي يعكس بشكل فعال جوانب القضية بأسلوب فني يجمع بين التميز والوضوح.
في ختام النظرة الشاملة على هذا العمل، يظهر بوضوح كيف يقدم الكتاب رؤية ممتعة وثرية للقارئ، وكيف يساهم بشكل فعّال في فهم السياق السياسي والتاريخي للقضية، مما يجعله مرجعًا أساسيًا في فهم أبعاد هذا الصراع المعقد.