“الابن الجذري: رحلة عبر الزمان من اليسار إلى اليمين”، كتاب من تأليف ديفيد هورويتز، يتناول قصة تحوله الفكري من الاشتراكية الجذرية إلى اليمينية، ويعكس كيفية تغير معتقداته السياسية على مدى ثلاثين عامًا. يعد هذا الكتاب سردًا شخصيًا لرحلة هورويتز، الذي كان يعتبر من أبرز الشخصيات في اليسار الراديكالي، ثم انتقل تدريجياً إلى التوجهات السياسية اليمينية، ليصبح اليوم من أبرز الداعمين للحق الأمريكي والحركة اليمينية في هوليوود.
تتناول صفحات الكتاب قصة شخصية مليئة بالتحولات والصراعات الفكرية، حيث يتنقل هورويتز بين عوالم سياسية مختلفة، ويوثق تطوره من ناشط يساري متحمس إلى مدافع عن القيم اليمينية. يتساءل هورويتز في كتابه هذا، والذي يصدره الناشر “فري بريس” في فبراير 1997، عن كيفية اكتساب الناس لمعتقداتهم السياسية، ويتحدى القراء ليفكروا في جذور معتقداتهم الخاصة.
يمثل “الابن الجذري” إسهامًا مهمًا في فهم التحولات الفكرية والسياسية التي شهدها المجتمع الأمريكي خلال القرن العشرين. فهو ليس مجرد سيرة ذاتية لفرد واحد، بل يتناول أيضًا مسارات التحول الإيديولوجي الذي عاشته الولايات المتحدة في فترة معينة. يبرز الكتاب أهمية الاستقراء الذاتي وتقييم القناعات السياسية، ويفتح الباب أمام التفكير النقدي والتحليل العميق لمفاهيم الديمقراطية والحرية الفردية ودور الدولة في المجتمع.
من خلال توثيق رحلته الفكرية والسياسية، يتيح هورويتز للقراء فرصة لفهم أعمق للمسارات التي يمكن أن تأخذها الأفكار والمعتقدات السياسية، ويشجعهم على إعادة النظر في معتقداتهم وتحليلها بعقلانية وتفكير مستقل. في النهاية، يظل “الابن الجذري” ليس فقط سيرة ذاتية، بل مصدرًا للتأمل والنقاش في مسارات النضج الفكري والسياسي.