يتناول كتاب “الإيمان النشط: كيف يقوم المسيحيون بتغيير وجه السياسة الأمريكية” للكاتب رالف ريد، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي للتحالف المسيحي، دور المسيحيين في تحول الحياة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية. يركز ريد في كتابه على دمج التكنولوجيا العالية مع التنظيم السياسي المتطور لتصميم أكثر طرق النشر الديني كفاءة وفعالية في حياة السياسية الوطنية في العصر الحديث.
ويقدم ريد في “الإيمان النشط” تفسيرًا جديدًا لـ “اللاهوت” للنشاط السياسي للمسيحيين المتدينين، داعيًا جميع الأمريكيين، سواء كانوا دينيين أو علمانيين، إلى شفاء جسم السياسة الذي يعاني. ومع عين المؤرخ العميقة، يروي ريد قصة الإشراك الديني في الحياة الأمريكية، مُظهرًا أن المسيحيين المتدينين والخطاب الديني كانا القوة الدافعة وراء تقريبًا كل حركة إصلاح اجتماعي رئيسية في أمريكا، سواء كانت من اليمين أو من اليسار. ومن الإلغاء إلى الصفقة الجديدة، من حركة العمال إلى حقوق الإنسان، كان المؤمنون المسيحيون محورين في توسيع العدالة الاجتماعية في الولايات المتحدة.
ويرسم ريد صورًا مقنعة لأبرز مصلحي الإصلاح الديني في الماضي، بما في ذلك وليام جينينغز برايان ووالتر راوشنبوش ومارتن لوثر كينج الابن، الرجال الذين مارست أفكارهم ومثالياتهم تأثيرًا إيجابيًا واسع النطاق على السياسة العلمانية في عصرهم.
بالمقابل، يحاول ريد تفسير مشاركة المحافظين المسيحيين في السياسة اليوم، والتي تثير الدهشة والغضب والاستهزاء من وسائل الإعلام والسياسيين التقليديين. ويعزو ذلك إلى علمانية ردود الفعل الفورية التي أصابت العديد من مؤسساتنا، والتي تجعل النخب الأمريكية تشك في أي إعلانات عامة للإيمان الديني، سواء كانت مسيحية أو غير ذلك.
ويقدم ريد وصفًا مفصلاً لكيفية تغلب التحالف المسيحي على عداء وسائل الإعلام والصور النمطية الثقافية والأخطاء التي ارتكبتها اليمين الديني القديم ليصبح جزءًا محترمًا وثابتًا في الحياة السياسية الأمريكية. واليوم، من خلال توحيد الكاثوليك واليهود المتدينين، بالإضافة إلى التواصل مع الأمريكيين الأفارقة، فإنه يقف على أهبة الاستعداد للفوز بالأغلبية في مئات مجالس المدارس المحلية، وفي المجالس البلدية، وفي التشريعات الولائية، وفي الكونغرس الأمريكي نفسه.