“الإنسان وذاكرته: مفهوم، آلية العمل، وعوامل التأثير” هو عنوان يعكس مغزى عميق يتناوله الكاتب مصطفى جولي في كتابه الذي أصدرته دار الكتاب الجديد في عام 2017، والذي يحمل غلافاً ورقياً يجذب القارئ لاكتشاف أسرار الإنسان وذاكرته. يتميز الكتاب بتنوع مواضيعه وعمق تحليله، حيث يتطرق إلى مفهوم الإنسان كوعاء للذاكرة وكيفية تأثير فقدها على وجوده، ويناقش السيناريوهات التي قد تواجه الفرد في حال فقدانه للذاكرة وتأثير ذلك على حياته اليومية.
تستند فكرة الكتاب إلى الاعتقاد السائد بأن الإنسان هو وعاء للذاكرة، وأن فقدانها يمكن أن يؤدي إلى فقدان معنى وجوده. يقوم الكاتب بتحليل معمق لعملية الذاكرة وكيفية عملها، حيث يسلط الضوء على الآليات الدقيقة التي تقوم بها الدماغ لتخزين المعلومات واسترجاعها. كما يبحث الكتاب في العوامل التي قد تؤثر على قدرة الذاكرة، سواء كانت بيئية أو نفسية أو حتى جينية، ويقدم رؤى متعمقة حول كيفية تحسين وصيانة الذاكرة.
ومن خلال صفحاته الـ 160، يستعرض الكتاب مجموعة متنوعة من الحالات والسيناريوهات التي قد تواجه الإنسان في حياته اليومية، مثل فقدان أرقام الهواتف الحيوية، أو نسيان أسماء الأشخاص المهمين، أو تعثر الذاكرة في استرجاع معلومات مهمة في اللحظات المناسبة. وبالاعتماد على دراسات وأبحاث علمية متعددة، يقدم الكتاب نقاشًا شاملاً حول كيفية تحسين أداء الذاكرة والحفاظ عليها في ظل التحديات اليومية التي قد تواجهها.
في فئة الفلسفة، وتحديداً في فلسفة العلوم، يأتي هذا الكتاب كمساهمة مهمة تسلط الضوء على جانب مهم من جوانب الإنسانية وهو الذاكرة، وكيفية تأثيرها على تجربة الإنسان وحياته. بفضل تنوع مواضيعه وعمق تحليله، يعتبر “الإنسان وذاكرته: مفهوم، آلية العمل، وعوامل التأثير” إضافة قيمة للمكتبة الفلسفية، وقراءة ممتعة ومفيدة لكل من يهتم بفهم عمق الإنسان وعملية تفاعله مع العالم من حوله.