“وحش أم ملاك؟ الخيارات التي تجعلنا بشرًا” هو عنوان الكتاب الذي كتبه رينيه ج. دوبو، الذي استكشف فيه عالم الأحياء الدقيقة وأصول الاحتياجات والرغبات البشرية، مظهرًا أن التعبيرات الوجودية لطبيعة الإنسان الوراثية ليست ثابتة. بين الصفحات، يقودنا الكاتب في رحلة استكشافية تتناول أصول البشر وأسباب وجودهم، حيث يفتح أبواب التفكير في كيفية تشكل الخيارات والقرارات اليومية للفرد جوانبه الإنسانية والتي تميزه عن بقية المخلوقات.
يتجلى جوهر الكتاب في استقصاء مباحثات حول كيفية تأثير الوراثة والبيئة على تطور الإنسان وطبيعته، حيث يتناول الكاتب تفاصيل عن محاولات البشر في فهم أنفسهم وفي البحث عن معنى وغايات وجودهم على هذا الكوكب. يعكس الكتاب بأسلوبه السلس والمتميز نظرية علمية وفلسفية تربط بين التطور الوراثي والسلوك البشري، مما يضعنا أمام تحديات الاختيارات التي تميز الإنسان عن بقية المخلوقات.
من خلال دراسة الكتاب، ينتقل القارئ إلى عالم من التأملات العميقة حول الطبيعة البشرية والتفاعل بين الجينات والبيئة وكيفية تأثيرهما على شخصية الإنسان وقراراته اليومية. وبينما يستكشف دوبو هذه القضايا، يطرح أسئلة حاسمة حول طبيعة الإنسان ومصيره، ويجعل القارئ يتأمل في مساراته الشخصية ومسؤولياته ككائن بشري في هذا العالم المعقد.
تاريخ نشر الكتاب في شهر أكتوبر من عام 1974 يعكس البدايات البارزة لمناقشات الطبيعة البشرية في ذلك الزمن، وما لبثت تلك المناقشات أن تطورت وتغيرت عبر السنوات، ولكن لا يزال كتاب “وحش أم ملاك؟” يبقى مرجعًا أساسيًا للفهم العميق للإنسان وتحليلاته واختياراته التي تميزه عن بقية المخلوقات على هذا الكوكب.