كتاب “الإشكالية السياسية للحداثة: من فلسفة الذات إلى فلسفة التواصل، هابرماس أنموذجا” للكاتب علي عبود المحمداوي يمثل عملًا فلسفيًا مميزًا يتناول قضايا متعددة تتعلق بالحداثة والسياسة، ويركز بشكل خاص على النقل التاريخي للفكر السياسي والفلسفي من مرحلة فلسفة الذات إلى فلسفة التواصل، مستخدمًا نظرية الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس كنموذج تحليلي. يمتد الكتاب على 405 صفحات، وقد صدر عام 2002 عن مؤسسة الانتشار العربي.
يستعرض الكتاب تحول الفكر الفلسفي والسياسي عبر العصور، محاولًا فهم تطور المفاهيم والمبادئ الأساسية التي تحكم العلاقة بين الفرد والمجتمع والحكم، وذلك من خلال تحليل النقل التاريخي والتطورات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البشرية.
يتناول الكتاب أيضًا الجوانب الفلسفية المتعلقة بالتواصل والتفاعل الاجتماعي، مقارنة بين النظريات الكلاسيكية والحديثة في هذا السياق، مما يسهم في إلقاء الضوء على تحول الفلسفة في التعبير عن الذات وتفسير العالم إلى التركيز على التواصل وبناء الحوار والتفاعل الاجتماعي.
تعتبر هذه الدراسة موجزًا نقديًا للتطورات الفلسفية والسياسية التي شهدتها الحداثة، وتقدم رؤية نقدية متعمقة للمفاهيم والمبادئ التي تشكل أساس الفهم الحديث للسياسة والمجتمع. توفر الأفكار المطروحة في الكتاب مادة غنية للتأمل والنقاش، وتثير تساؤلات هامة حول دور الفلسفة في تحليل وفهم التحولات السياسية والاجتماعية الراهنة.