الإسهال عند البالغين: الأسباب والعلاج

الإسهال عند البالغين: الأسباب، الأنواع، التشخيص، والعلاج

الإسهال هو حالة شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص حول العالم، وهو يمثل تغييرًا في نمط الإخراج مع زيادة في تكرار التبرز، حيث يصبح البراز رخوًا أو مائيًا. على الرغم من أن معظم حالات الإسهال تكون مؤقتة، إلا أن الإسهال المزمن أو المتكرر قد يكون علامة على وجود مشاكل صحية خطيرة تتطلب علاجًا متخصصًا. يعتبر الإسهال من أكثر المشاكل الصحية التي يعاني منها البالغون، وتختلف أسباب هذه الحالة من العدوى البكتيرية أو الفيروسية إلى المشاكل الصحية المزمنة مثل أمراض الأمعاء الالتهابية.

أنواع الإسهال

ينقسم الإسهال إلى عدة أنواع حسب المدة والأسباب:

1. الإسهال الحاد: عادة ما يستمر الإسهال الحاد لفترة قصيرة، عادة ما تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام. في معظم الحالات، يحدث الإسهال الحاد بسبب العدوى الفيروسية أو البكتيرية، مثل الأنفلونزا المعوية أو التسمم الغذائي.

2. الإسهال المزمن: يستمر هذا النوع من الإسهال لمدة تزيد عن أربعة أسابيع. ويُعتبر الإسهال المزمن مؤشرًا على وجود مشكلة صحية مزمنة في الجهاز الهضمي مثل التهاب الأمعاء أو مرض كرون أو القولون العصبي.

3. الإسهال المستمر: هو الإسهال الذي يحدث بشكل متقطع ولكنه يستمر لفترات طويلة. قد يتسبب فيه حالات مثل الحساسية الغذائية أو متلازمة الأمعاء الهيوجة.

أسباب الإسهال

تتعدد أسباب الإسهال، ويمكن تقسيمها إلى أسباب مؤقتة وأسباب مزمنة:

1. الأسباب المؤقتة:

• العدوى البكتيرية: من بين الأسباب الشائعة للإسهال هي العدوى البكتيرية مثل السالمونيلا، الإشريكية القولونية (E. coli)، والكامبيلوباكتر. تنتقل هذه البكتيريا عبر الطعام الملوث أو المياه غير المعقمة.

• العدوى الفيروسية: الفيروسات مثل الفيروسات المعوية (Norovirus) أو الروتا (Rotavirus) هي من المسببات الرئيسية للإسهال، خصوصًا في الأطفال والبالغين الذين يعيشون في بيئات مزدحمة.

• التسمم الغذائي: يحدث عندما يتناول الشخص طعامًا ملوثًا بالبكتيريا أو الفيروسات أو السموم. يمكن أن يؤدي التسمم الغذائي إلى إسهال مفاجئ مصحوب بألم بطني وغثيان.

• الأدوية: بعض الأدوية قد تؤدي إلى الإسهال كأثر جانبي، مثل المضادات الحيوية، أدوية السرطان، والمسهلات.

• التغيرات الغذائية: تناول بعض الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على مكونات مهيجة يمكن أن يؤدي إلى الإسهال، مثل الأطعمة الحارة، الكحول، أو منتجات الألبان بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.

2. الأسباب المزمنة:

• مرض كرون: هو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية التي تؤثر على الجهاز الهضمي من الفم إلى الشرج. يمكن أن يؤدي هذا المرض إلى التهاب مزمن في الأمعاء مع أعراض تشمل الإسهال، ألم البطن، وفقدان الوزن.

• القولون العصبي: هو اضطراب في وظيفة الأمعاء يؤدي إلى تكرار الإسهال أو الإمساك أو التبديل بينهما. يعاني المرضى من تقلصات بطنية مزعجة بالإضافة إلى الإسهال المتكرر.

• التهاب الأمعاء: مثل التهاب القولون التقرحي، وهو مرض آخر من أمراض الأمعاء الالتهابية الذي يؤدي إلى تدمير الأنسجة في الأمعاء ويؤدي إلى إسهال مزمن.

• الداء الزلاقي (السيلياك): هو مرض مناعي ذاتي يحدث عندما يتفاعل جهاز المناعة مع الغلوتين، مما يسبب التهاب الأمعاء والإسهال المزمن.

• عدم تحمل الأطعمة: مثل عدم تحمل اللاكتوز أو الفركتوز، يمكن أن تؤدي إلى الإسهال بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على هذه المركبات.

• العدوى الطفيلية: الطفيليات مثل الجيارديا يمكن أن تؤدي إلى الإسهال المزمن، خصوصًا في الأشخاص الذين يسافرون إلى مناطق تحتوي على مياه ملوثة.

الأعراض المصاحبة للإسهال

تختلف أعراض الإسهال من شخص لآخر وتعتمد على السبب الكامن وراء الحالة. ولكن الأعراض الشائعة للإسهال تشمل:

• البراز الرخو أو المائي.

• زيادة عدد مرات التبرز (أكثر من ثلاث مرات في اليوم).

• ألم أو تشنجات في البطن.

• غثيان أو قيء.

• حمى خفيفة أو شديدة (قد تكون دلالة على العدوى البكتيرية).

• فقدان الوزن (في حالة الإسهال المزمن).

• الجفاف: نتيجة فقدان كميات كبيرة من السوائل والأملاح المعدنية.

التشخيص

يُعتمد على التاريخ الطبي للمريض والفحص السريري. وفي حالة الإسهال المزمن أو المتكرر، قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات مثل:

1. تحليل البراز: للكشف عن وجود البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات.

2. اختبارات الدم: لفحص مستوى الالتهابات أو أي علامات تشير إلى أمراض معوية أو نقص التغذية.

3. المنظار المعوي: لفحص الأمعاء وتشخيص أمراض مثل مرض كرون أو القولون التقرحي.

4. اختبارات تحمّل الطعام: للكشف عن حساسية أو عدم تحمل الطعام مثل اللاكتوز.

العلاج

يعتمد علاج الإسهال على السبب الكامن وراء الحالة. يشمل العلاج عدة أساليب يمكن تلخيصها كما يلي:

1. العلاج الدوائي:

• المضادات الحيوية: في حالة العدوى البكتيرية، قد يصف الطبيب مضادات حيوية.

• الأدوية المضادة للإسهال: مثل اللوبيراميد (Imodium)، التي تساعد في تقليل تكرار الإسهال من خلال تقليل حركة الأمعاء.

• الأدوية المضادة للطفيليات: إذا كانت العدوى الطفيلية هي السبب، فقد يصف الطبيب أدوية للقضاء على الطفيليات.

• أدوية لعلاج القولون العصبي: مثل الأدوية التي تقوي حركة الأمعاء أو تلك التي تقلل من التشنجات.

2. العلاج غير الدوائي:

• الترطيب: من أهم الأمور التي يجب التركيز عليها عند الإصابة بالإسهال هي تعويض السوائل المفقودة. يُنصح بشرب الماء، المحاليل المخصصة لتعويض الأملاح، والمشروبات الأخرى التي تحتوي على الكهارل (الأملاح).

• تعديل النظام الغذائي: يوصى بتجنب الأطعمة الدهنية والحارة والسكريات التي قد تهيج الأمعاء. يُنصح بتناول الأطعمة الخفيفة مثل الأرز، الموز، والتفاح المسلوق لتخفيف الأعراض.

• الراحة: الراحة التامة تساعد الجسم على التعافي بسرعة أكبر، خاصة إذا كان الإسهال ناتجًا عن عدوى فيروسية.

الوقاية من الإسهال

يمكن اتخاذ عدة تدابير للوقاية من الإسهال وتقليل خطر الإصابة به، مثل:

• ممارسات النظافة الجيدة: غسل اليدين بانتظام، خاصة بعد استخدام المرحاض أو التعامل مع الطعام.

• شرب مياه نظيفة: تجنب شرب المياه الملوثة أو تناول الطعام غير المطهو بشكل جيد.

• الابتعاد عن الأطعمة الملوثة: تأكد من أن الطعام الذي تتناوله قد تم طهيه وتخزينه بشكل صحيح.

• تجنب الأطعمة المسببة للحساسية أو التسمم: في حال كان لديك حساسية تجاه بعض الأطعمة مثل اللاكتوز أو الجلوتين، يجب تجنب تناولها.

الخاتمة

الإسهال هو حالة صحية شائعة قد تكون مزعجة، لكن غالبًا ما تكون قابلة للعلاج والتعامل معها بفعالية. من المهم الانتباه إلى الأعراض واللجوء إلى الرعاية الطبية عند الحاجة، خصوصًا إذا كان الإسهال مستمرًا أو مصحوبًا بعلامات تشير إلى حالات صحية أكثر خطورة. العلاج الفعّال يعتمد على التشخيص الدقيق للسبب الكامن وراء الإسهال، بالإضافة إلى تطبيق إجراءات الوقاية التي تساعد في تجنب حدوثه مستقبلاً.