في كتابه المثير للجدل بعنوان “الإرهاب الجديد: التعصب وأسلحة الدمار الشامل”، يقدم والتر لاكور، وهو أحد أبرز خبراء الإرهاب والشؤون الاستراتيجية الدولية، رؤيته الفريدة حول تطور الإرهاب وتأثير التكنولوجيا على طبيعته. يستعرض لاكور تاريخ الإرهاب بما في ذلك الهجمات الأخيرة في مدينة أوكلاهوما وبرجي التجارة العالمي، وكذلك هجمات السفارات الأمريكية في أفريقيا، ليظهر النتائج المروعة لهجمات الإرهاب.
يسلط لاكور الضوء على التحول المرعب في طبيعة الإرهاب، حيث يصبح من السهل جداً الحصول على أسلحة الدمار الشامل بفضل التقدم التكنولوجي. يقدم صورة مفصلة لتحول الإرهاب من قبل جماعات من المستضعفين الوطنيين والراديكاليين السعي لتحقيق تغيير سياسي إلى تجمعات صغيرة من المتعصبين الراغبين في الانتقام وتحقيق الدمار البسيط. وفي تواز مع هذا التحول، يتاح بشكل مثير للقلق الحصول على أسلحة الدمار الشامل. فالأسلحة الكيميائية والبيولوجية رخيصة وسهلة الصنع أو الشراء، وحتى الأسلحة النووية تصبح خيارات متزايدة للإرهابيين. ومع عصر المعلومات، يكون الإرهاب الإلكتروني على بُعد اليد.
لاكور يحذر من صعود اليمين المتطرف الديني الجديد، الذي يتميز بدوافع شخصية أكثر منها إيديولوجية، ويؤكد أنه مسألة وقت قبل أن يخلق توفر أسلحة الدمار الشامل سيناريو مرعب وغير مستقر. يقدم “الإرهاب الجديد” حساباً شاملاً للإرهاب في جميع تجلياته التاريخية والحالية، والأهم من ذلك، يلقي نظرة متزنة إلى المستقبل، حينما سيؤدي ارتباط التكنولوجيا والتعصب إلى إعادة تفكيرنا في كل شيء.
من الانفصالية المتشددة في كشمير إلى التطرف المدعوم من الدولة في ليبيا، والإرهاب البيئي في الغرب، يقدم “الإرهاب الجديد” رواية شاملة للإرهاب في كل تجلياته التاريخية والحالية. والأهم من ذلك، يلقي نظرة مستنيرة إلى المستقبل، عندما سيجمع بين التكنولوجيا والتعصب ليقدم لنا شيئًا جديدًا للتفكير فيه.