في كتاب “الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام” الذي ألفه الكاتب عبد الله التل، يُسلط الضوء على سلسلة من الثورات والانقلابات والحروب التي شهدتها التاريخ منذ بداية عصر التسامح مع اليهود، والذي امتد عبر القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين. يستند المؤلف في تحليله إلى الفكرة الرئيسية التي تفيد بأن اليهود، انطلاقًا من تعاليم التوراة والتلمود، سعوا جاهدين إلى تنفيذ مخططاتهم السياسية والدينية، وذلك من خلال تحريك الأحداث والتلاعب بالظروف لصالحهم.
ينقسم الكتاب إلى فصول متنوعة تتناول جوانب مختلفة من تأثير اليهود في معاقل الإسلام. يستهل المؤلف الرحلة التحليلية بفصل يعنى بتجارة الحروب التي اتبعها اليهود، كما يلقي الضوء على أدوارهم الجنسية في الثورات العالمية المخربة، بدءًا من الثورة الفرنسية وصولاً إلى الثورة الشيوعية. يتناول التل التأثير اليهودي في الحروب العالميتين الأولى والثانية، مشيرًا إلى الخسائر الجسيمة التي تكبدتها الأمم نتيجة لهذه الصراعات الطاحنة التي لم يستفد منها إلا اليهودية العالمية.
قبل أن يخوض في تفاصيل الكتاب، يسلط المؤلف الضوء على التغلغل اليهودي في المسيحية، مبرزًا أساليبهم في تخريبها من الداخل، واستغلالهم عهود التسامح المسيحي. يهدف التل من وراء ذلك إلى توضيح أن الخطر اليهودي لا يقتصر على الإسلام وحده، بل يمتد ليشمل المسيحية، التي يروج المؤلف لفهمها على أنها العدوة الأولى لليهودية. يُسلط الضوء أيضًا على خطأ المسيحيين الغربيين الذين ناصروا باطل اليهود على حق العرب في فلسطين.
يبلغ عدد صفحات الكتاب 232 صفحة، وتم نشره عن طريق المكتب الإسلامي للطباعة والنشر. الكتاب يندرج تحت فئة الكتب السياسية، تحديدًا في فرع الدين والسياسة. يتميز بغلاف عادي، مما يضفي عليه طابعًا تقليديًا. تقدم هذه الأطروحات والتحليلات في الكتاب نظرة استفادت من مصادر متعددة، وتقدم قراءة نقدية للأحداث التاريخية والمستجدات الدينية، مما يجعله قطعة أدبية تحمل قيمة معرفية عميقة.