في كتابها الذي يحمل عنوان “الأغبياء المفيدون: كيف أخطأ الليبراليون في الحرب الباردة وما زالوا يلقون اللوم على أمريكا أولاً”، تقدم مونا شارين وجهة نظر مستفزة وتحليلًا حادًا حول دور الليبراليين في الأحداث التاريخية، معتبرة إياهم على الجانب الخاطئ من التاريخ، وذلك وفقًا لقائمة الكتب الأكثر مبيعًا في صحيفة نيويورك تايمز. شارين، التي عملت سابقًا ككاتبة خطب للبيت الأبيض في عهد ريغان، تقوم بفحص كيفية محاولة اليسار باستمرار إعادة كتابة التاريخ، مع رفضها المستمر للاستفادة من تجارب الماضي.
الكتاب يعرض بجرأة انتقادًا لشخصيات بارزة في وسائل الإعلام الليبرالية، الأساتذة، وصانعي الرأي الذين اندفعوا إلى كوبا تحت حكم كاسترو ووصفوها بالجنة، ثم زاروا الاتحاد السوفيتي وأعلنوا عن مستقبله المجيد. والذين، قبل جيل واحد فقط، أعلنوا أن الشيوعية كانت “قوة جيدة” في العالم. شارين لا تسمح لهم بالابتعاد عن ازدرائهم الساخر تجاه أمريكا عندما كانت دروس الماضي يجب أن تكون قد أذلتهم منذ فترة طويلة.
من بين الشخصيات التي يتناولها الكتاب، تشمل الطبقة السياسية في واشنطن مثل مادلين ألبرايت، بيل كلينتون، جون كيري، وتيد كينيدي، إلى نجوم هوليوود مثل وودي ألن وجين فوندا، وصولاً إلى المثقفين الجامعيين مثل نوام تشومسكي وسوزان سونتاج، يقدم شارين نقدها اللاذع لعجز الفلسفة اليسارية، ويعتبره واحدًا من الكتب الضرورية للقراء الأمريكيين من جميع الجهات السياسية. يمزج الكتاب بين النقد السياسي والتحليل الاجتماعي، مما يجعله قراءة لا غنى عنها لفهم الديناميات التاريخية والثقافية في الولايات المتحدة.
صدر هذا الكتاب عن دار النشر “ريجنيري ببليشنج” في يناير من العام 2003، مما يعكس الفترة التي تلت مباشرة هجمات الحادي عشر من سبتمبر والتي شهدت تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة.