“الأسنان النمر”، إحدى روايات جاك ريان التي خطها الكاتب توم كلانسي، تُعد من الأعمال الأدبية التي تصنف ضمن الروايات البوليسية والإثارة، وقد صدرت عن دار نشر G. P. Putnam’s Sons في أغسطس من عام 2003. تعتبر هذه الرواية استمراراً لمسيرة كلانسي في استكشاف عالم الجاسوسية والأمن القومي، لكنها تُقدم بطابع جديد من خلال تركيزها على الجيل الجديد من عائلة ريان.
تدور أحداث الرواية في مبنى غير ملفت للنظر في ضواحي ميريلاند، حيث يقع مقر “هيندلي أسوشيتس”، وهي شركة تجارية تعمل في مجال الأوراق المالية والسندات والعملات الدولية وتحقق أرباحًا طائلة. إلا أن الغرض الحقيقي لهذه الشركة يختلف تماماً؛ إذ تهدف بالأساس إلى تحديد التهديدات الإرهابية وتحديد مواقعها، ثم التعامل معها بالطرق اللازمة، وهو ما يتم تحت إشراف ومعرفة الرئيس جون باتريك ريان، والذي يُعرف بـ “الحرم الجامعي”.
تُبرز الرواية ثلاث شخصيات رئيسية على وشك أن تصبح محور الأحداث: دومينيك كاروسو، عميل مبتدئ في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) والذي لم يمض على تخرجه من أكاديمية كوانتيكو سوى عام، وقد أظهر قدرات حاسمة في حل قضية خطف/قتل بشعة. الشخصية الثانية هي برايان كاروسو، شقيق دومينيك وقائد مشاة البحرية الذي عاد لتوه من أول مهمة قتالية له في أفغانستان، وقد بدأ يظهر كشخصية يُراقبها الجميع بإعجاب. أما الشخصية الثالثة فهي ابن عمهما، الشاب جاك ريان الابن.
جاك، الذي نشأ في بيئة مليئة بالمؤامرات والسياسة بفضل مسيرة والده التي امتدت من العمل في وكالة الاستخبارات المركزية حتى وصوله إلى البيت الأبيض، تلقى تعليمًا حياتيًا غنيًا عن العالم وكيفية عمله من خلال العملاء والدبلوماسيين والمحللين وأفراد الخدمة السرية والمتخصصين في العمليات السوداء مثل جون كلارك ودينج تشافيز. مع كل هذه الخلفية، يطمح جاك لتطبيق ما تعلمه، لكنه عندما يقرع باب “الحرم الجامعي” يكتشف أن لا شيء قد أعدّه فعليًا لما سيواجهه.
في هذه الرواية، يستخدم كلانسي عناصر الرواية البوليسية والتشويق ليس فقط ليروي قصة مثيرة، ولكن أيضًا ليعكس تعقيدات السياسة الدولية وتأثيرها على الأمن القومي. يتم تقديم التفاصيل التقنية والعملياتية بشكل يحافظ على الواقعية ويعزز من جاذبية السرد، مما يجعل “الأسنان النمر” ليست مجرد رواية ترفيهية، بل دراسة ضمنية للطرق التي يمكن بها مواجهة التهديدات الإرهابية في العصر الحديث.