تحت عنوان “الكونغرس ضد المحكمة العليا”، يقدم المؤلف آرشيبالد كوكس نظرة شاملة إلى تطور الدستور والقضايا الدستورية في الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة إيرل وارن كرئيس للمحكمة العليا، الذي بدأ في عام 1953، والذي شهد بداية عصر جديد في التطور الدستوري للبلاد. يشير كوكس في مقدمته إلى أن المحكمة العليا خلال الخمسة عشر عامًا التالية أعادت كتابة، بتأثيرات اجتماعية عميقة، المذاهب الدستورية الرئيسية المتعلقة بعلاقات العرق وإدارة العدالة الجنائية وعملية العمل السياسي. تطرح هذه التغييرات الكبيرة والسريعة أسئلة خطيرة بخصوص طبيعة ووظيفة الفصل الدستوري والدور المناسب للمحكمة العليا في الحياة الوطنية.
تتناول المحاضرات، التي ألقاها كوكس في هونولولو في صيف عام 1967 تحت رعاية كل من كلية الحقوق في جامعة هارفارد وجامعة هاواي، الخطوط الرئيسية للتطور الدستوري تحت محكمة وارن. ويحلل المؤلف الضغوط الأساسية المتضمنة والعواقب المؤسسية على المدى الطويل من حيث توزيع السلطة الحكومية. يتمثل الموضوع المركزي لكتاب كوكس في دراسته للتناقض الأمريكي الذي يكلف الفرع القضائي بمسؤولية اتخاذ القرار “وفقًا للقانون” في أكثر القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية إلحاحًا وتقسيمًا.
على الرغم من أنه ليس بلا انتقاد لأسس القرارات الحاسمة التي اتخذتها المحكمة على أساسها، إلا أن كوكس يخلص إلى استنتاج أن اتجاه القرارات كان “يتماشى مع التيار الرئيسي لتاريخ أمريكا – متقدم قليلا ولكن أيضًا معتدل، وإنساني قليلا ولكن ليس عاطفيًا، ومثالي قليلا ولكن نادرًا ما يكون متعصبًا، وفي المقام الأول عمليًا – بإختصار، يتماشى مع العبقرية الحقيقية لمؤسساتنا.”