“الأسطورة والإيديولوجيا” هو عمل فلسفي يقدم نظرة عميقة وشاملة إلى دور الإنسان ككائن ينسج الأساطير والخرافات ويحولها إلى حكايات تؤمن بها بإيمان جازم، مما يمنحها مصداقية تجاه الواقع. يقوم الكتاب، الذي كتبه الفيلسوفة أمل مبروك وأصدرته منشورات دار القارتين في عام 2004، بتقديم تحليلات مفصلة وعميقة حول الطبيعة الإنسانية وقدرتها على خلق وتأسيس الأساطير والخرافات كوسيلة لفهم العالم وتفسيره.
في السطور الأولى من كتابها، تعرض أمل مبروك الإنسان بوصفه “كائن ناطق”، أي فرداً يتمتع بالقدرة على التفكير العقلاني وإدراك العالم من حوله بوعي ووعيد عميقين، وهو ما يميزه عن باقي الكائنات على الأرض. إلا أنها لا تقتصر تلك الرؤية على الجانب العقلاني فحسب، بل ترى في الإنسان أيضاً “كائن أسطوري”، أي أنه الكائن الوحيد القادر على تكوين ونسج الأساطير والخرافات وتحويلها إلى حكايات يؤمن بها بشدة ويتعامل معها كواقع ملموس وحقيقي.
ومن خلال تحليلاتها الفلسفية العميقة، تسلط أمل مبروك الضوء على العلاقة بين الأسطورة والإيديولوجيا، حيث ترى أن الأسطورة ليست مجرد حكايات خرافية بل هي أداة قوية لبناء الهوية وتشكيل الفهم البشري للعالم والحياة. وبالتالي، فإن فهم الأساطير وتحليلها يكشف عن القيم والمعتقدات التي تحكم الثقافات والمجتمعات، وهو ما يجعل الأساطير لا تقل أهمية عن الوقائع الواقعية في تكوين فهمنا للعالم.
وعبر تجربة القراءة لهذا الكتاب، يمكن للقارئ أن يستكشف عالماً متعدد الأبعاد من الفكر الفلسفي، حيث يقدم الكتاب رؤى متعمقة حول الطبيعة البشرية وتفاعلها مع الأساطير والخرافات في بناء المجتمع وتشكيل الثقافة. كما يوفر “الأسطورة والإيديولوجيا” منصة للنقاش الفكري العميق حول دور الأساطير في صناعة الواقع وتشكيل الفهم البشري للحياة.
ويأتي هذا الكتاب في 240 صفحة، ويتميز بغلاف كرتوني يعكس جوهر العمل الفلسفي المتميز. يندرج الكتاب تحت فئة الفلسفة، مع التركيز على الفكر الفلسفي وتحليل الثقافة والتراث. إنه عمل يستحق القراءة لكل من يهتم بفهم عميق للبشرية وتأثير الأساطير والخرافات على تشكيل الوعي الجماعي وبناء الهوية الثقافية.