“التوابيت”، من تأليف دبليو. آر. فيلبريك، يُقدم عملاً أدبيًا يعبق بالغموض والرهبة، ويُعدُّ من الأعمال التي تندرج تحت فئة الرواية الأدبية. نُشرت هذه الرواية عبر دار نشر “فورج بوكس” في شهر فبراير من العام 2002، وتُعتبر من الأعمال التي تمزج بين الخيال والتشويق ببراعة متناهية.
تدور أحداث الرواية في قصر عائلة كوفين المطل على ساحل ولاية مين، حيث يتم استدعاء الطبيب ديفيس بينتوود لزيارة منزلية طويلة. في أحد الأيام الباردة، يكتشف ديفيس وفاة حفيد الكابتن كاش كوفين الحديث الولادة، الذي يبدو باردًا كقطعة من الثلج، على الرغم من وجوده في مهدٍ لا يبعد عشرة أقدام عن موقد نار متقد. الطفل الصغير لا يظهر عليه أي أعراض أو مبررات طبية تفسر سبب وفاته، مما يزيد الأمر غموضًا وتعقيدًا.
تتسارع الأحداث المؤسفة في العائلة بوفاة توأم الكابتن كاش كوفين في حادث غامض بورشة السفن التي يملكها الكابتن، الأمر الذي يدفعه للانعزال في مكتبه، مهددًا بإطلاق النار على أي شخص يقترب منه. في هذا الوقت، يطلب جيبيدياه كوفين، الابن الأصغر لكاش والذي يعاني من قصر قامة، من صديقه القديم ديفيس المحاولة لمساعدة والده.
لا تقتصر الأحداث المأساوية على هذا الحد، إذ يموت ابن آخر لكاش كوفين، وهو ربان سفينة مخضرم، في حادث غريب في البحر لا يمكن تفسيره بطريقة طبيعية. وفي ليلة بلا قمر، يستيقظ ديفيس بينتوود على ضوء خافت غريب يقوده إلى أسرار عائلة كوفين الأكثر ظلمة. يكتشف ديفيس أن كاش كوفين كان يتاجر بالعبيد، وهذا الكشف المروع يكشف مفتاح دمار العائلة بأسرها.
تناقش الرواية موضوعات عدة مثل الذنب والتكفير عن الخطايا والتأثير الطويل الأمد للأسرار والأخطاء الماضية على الأجيال الحالية. يُعتبر “التوابيت” تحفة أدبية تحمل في طياتها العديد من التحولات الدراماتيكية والأحداث المثيرة التي تُشبع رغبات محبي الأدب الغني بالتشويق والمغامرات النفسية.
باستخدام لغة رصينة وأسلوب سردي يعتمد على الوصف المفصل وبناء الشخصيات بعناية، ينجح فيلبريك في خلق عالم يغرق فيه القارئ من البداية إلى النهاية، موفرًا تجربة قراءة متعددة الأبعاد تتيح للمتلقي التفكير العميق في مفاهيم مثل العدالة والإنسانية والعواقب الأخلاقية للأفعال.