في سنة 1965، أصدرت دار نشر “دوبلداي” كتاباً متميزاً في مجال الطهي تحت عنوان “The Jack Sprat Cookbook”، والذي قام بتأليفه باريس ليري. الكتاب يحمل في طياته خصوصية تنبع من الاسم الذي يستوحي شخصية جاك سبرات، وهي شخصية خرافية إنجليزية قديمة تُعرف من خلال الأناشيد الشعبية. حسب القصة، جاك سبرات لا يستطيع تناول الدهون، وزوجته لا تستطيع تناول اللحم الخالي من الدهون، مما يجعلهم يجدون طرقاً لتقسيم طعامهم بما يتناسب مع نظامهم الغذائي الفريد. هذه الفكرة تبدو كأساس تم بناء عليه فلسفة الكتاب.
الكتاب لم يكن مجرد مجموعة من الوصفات، بل كان يقدم نهجاً جديداً ومبتكراً في التعامل مع الطعام، ينسجم مع الاحتياجات الغذائية الخاصة ويعكس روح العصر في تلك الفترة التي كانت تشهد تزايد الوعي بأهمية النظام الغذائي الصحي. باريس ليري، من خلال هذا العمل، لم يكتفِ بتقديم وصفات تقليدية بل دخل في تفاصيل القيمة الغذائية لكل طبق وكيفية تكييفه ليناسب الأشخاص الذين يعانون من قيود غذائية معينة.
لعل من الأمور التي تعكس قيمة هذا الكتاب هو توقيت نشره، حيث جاء في منتصف الستينيات، فترة كانت تشهد تحولات اجتماعية وثقافية عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم. تلك الفترة شهدت ازدياد الاهتمام بالصحة والغذاء وبدأ الناس يبحثون عن بدائل صحية للوجبات التقليدية التي كانت سائدة. “The Jack Sprat Cookbook” استجاب لهذه الحاجة من خلال تقديم وصفات مبتكرة تضمن الحفاظ على الصحة والمذاق الجيد في آن واحد.
فيما يتعلق بالتفاصيل الفنية للكتاب، فهو مصنف ضمن كتب الطبخ لكن تفاصيل الفئة العمرية أو الجمهور المستهدف غير موضحة بالكامل، وكذلك الوصف العام غير متاح في السجلات المتوفرة. إلا أنه من المؤكد أن هذا الكتاب يعد مصدراً غنياً بالمعلومات للأشخاص الذين يبحثون عن خيارات غذائية صحية ويفضلون نمط حياة يقلل من الدهون والكوليسترول، استجابة لحالات معينة مثل أمراض القلب أو السكري.
من الناحية النشرية، دار “دوبلداي” التي قامت بنشر الكتاب، تُعد واحدة من أهم دور النشر في الولايات المتحدة ولها تاريخ طويل في نشر الأعمال الأدبية والتعليمية التي تتميز بالجودة العالية. إصدارها لهذا الكتاب يؤكد على أهمية العمل الذي قام به باريس ليري والحاجة في ذلك الوقت لمثل هذه المؤلفات.
خلاصة القول، “The Jack Sprat Cookbook” ليس مجرد كتاب طبخ عادي بل هو مرجع في كيفية الجمع بين الاحتياجات الصحية والمتعة الذوقية في الطعام، موجه بشكل خاص لأولئك الذين يحتاجون إلى أنظمة غذائية محددة لكنهم لا يريدون التنازل عن المذاق الرائع. كما أنه يعكس ببراعة الحس الثقافي والاجتماعي لعصره، ما يجعله وثيقة تاريخية تعبر عن تطور المجتمع الأمريكي في منتصف القرن العشرين في ما يخص الغذاء والصحة.