“الآباء الذين يفكرون كثيرًا: لماذا نقوم بهذا؟، وكيفية التوقف عنه؟”، من تأليف آن كاسيدي، يستكشف هذا الكتاب الفئة المتنامية من الكتب التي تتناول الأمومة والأبوة، والتي تهدف إلى تعليم الآباء كيفية تربية أطفالهم في كل شيء، بدءًا من تدريب الحمام وصولاً إلى تنمية الثقة بالنفس. عموماً، كانت الرسالة تقريبًا: كن رقيقًا مع طفلك، لكن كن صارمًا مع نفسك. ومن الواضح أنه بدءًا من العائلات الأفضل، أن إعطاء أطفالك الكثير من الخيارات، وتأكيد مشاعرهم على حساب مشاعرك الخاصة، وتوفير “كمية كافية” من الاهتمام الفردي لكل طفل، يخلق جيلًا من الأطفال الذين ليس لدينا عليهم أي تحكم.
تُقدم كاسيدي حجة بأن هذا الأمر ناتج عن التفكير المفرط في دورنا كآباء. لقد فكرنا في كل خطوة إلى درجة أن الحماس والفرح، والأسوأ من ذلك، الثقة، قد ذهبت. والأسباب واضحة: لدينا أقل أطفال في وقت لاحق في الحياة، لذلك كان لدينا المزيد من الوقت للتفكير. نشأنا ونحن ننمو وقد وصلت الأبحاث حول تطور الرضع والأطفال إلى سن النضج، لذا ليس هناك نقص في المواد للتفكير فيها. كجيل، كنا نفتخر بتحسين أنفسنا ونحمل نفس الحماس لتحسين أطفالنا. نحن أقل احتمالاً للعيش بالقرب من عائلاتنا، وبالتالي من المرجح أن نلجأ إلى حلول الخبراء.
لمواجهة هذا التفكير، ستقترح كاسيدي النظر في الصورة الكبيرة – أي نوع من الأشخاص تريد حقًا لأطفالك أن يكونوا؟ صادقين، طيبين، متعاونين، متعاطفين؟ قد يعني ذلك فقدان الرؤية حول ما إذا كان هناك ما يكفي من مواعيد اللعب خلال الأسبوع وإذا كنت قد أكدت إيجابًا آخر مشروع إبداعي، ولكنه سيعيد غريزتك حول ما هو مهم لعائلتك ككل، ولأطفالك ليصبحوا أشخاصاً لائقين.